للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (١)، (٢).

وما ادعوه في سرية الولاية جعلهم لا ينكرون المعاصي التي تظهر على الولي، بل يرونها صورية لا حقيقية، والقصد منها امتحان المشاهد لها (٣).

وهو الذي يراه ابن عجيبة بأنَّ الولي معصوم فهو يمد بمدد العصمة وهو الحفظ الإلهي (٤).

والصوفية يطلقون الحفظ بمعنى العصمة، ويعتقدون عصمة شيوخهم (٥)، قال ابن تيمية - رحمه الله -: "طائفة من النُّسَّاك والعُبَّاد يزعمون في بعض المشايخ أو فيمن يقولون: " (إنه ولي الله) أنه لا يذنب، وربما عيَّنوا بعض المشايخ وزعموا أنه لم يكن لأحدهم ذنب، وربما قال بعضهم: النَّبيُّ معصوم والوليُّ محفوظ" (٦).

وقال أيضًا: "وكثيرٌ من الناس يغلط في هذا الموضع فيظن في شخص أنه وليُّ لله ويظنُّ أنَّ وليَّ الله يقبل منه كل ما يقوله ويسلم إليه كل ما يقوله ويسلم إليه كل ما يفعله وإن خالف الكتاب والسُّنَّة فيوافق ذلك الشخص له ويخالف ما بعث الله به رسوله الذي فرض الله على جميع الخلق تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر ... وهؤلاء مشابهون للنصارى الذين قال الله تعالى فيهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (٧).


(١) سورة الأنعام: ١٢٤.
(٢) ينظر الفكر الصوفي، ص ٢٢١.
(٣) ينظر: الإبريز، ص ٣٢٣.
(٤) ينظر: معراج التشوف، ص ٨١.
(٥) ينظر: جواهر المعاني ١/ ٢٥٢، الرسالة، ص ٥٢١.
(٦) جامع الرسائل والمسائل ١/ ٢٦٤.
(٧) سورة التوبة: ٣١.

<<  <   >  >>