للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله كاتب سرٍّ ... خطّ فيه بعناية

فسيكفيكهم الل ... هـ إلى آخر آيه

ولآخر:

الخبز يبطي حين يدعو به ... كأنه يقدم من قاف

ويمدح الملح لأصحابه ... يقول هذا ملح سيراف

سيّان أكل الخبز في داره ... وقلع عينيه بخطّاف

ولآخر:

فتىً لا يغار على عرسه ... ولكن يغار على خبزه

فمنه يد الجود مقبوضةٌ ... وكفُّ السماحة في عجزه

ولآخر:

يصونون أثوابهم في التخوت ... وأزواجهم يخترقن السكك

ينحّون من رام رغفانهم ... ويدنون من رام حلّ النكك

ولآخر:

ولو أن الذباب تراء يوماً ... عدت غرثى لصحفته تروم

لنادى في العشيرة أدركوني ... ألا أين القماقم والقروم

فيا ويل الذباب إن ادركوه ... وفي الهيجا عدوهم سليم

ولآخر:

أما الرغيف لدى الخوا ... ن فمن كريمات الحرم

ما إن يُجسّ ولا يم ... سّ ولا يذاق ولا يشم

فتراه أخضر يابساً ... بالي النقوش من الهرم

ولآخر:

أتينا أبا طاهرٍ مفطرين ... غلى رحله فرجعنا صياما

وجاء بخبزٍ له حامضٍ ... وقلت دعوه وموتوا كراما

وعن حذيفة بن محمد الطائي قال: قال الرشيد: لا أعرف لمولَّد أهجى من قول أبي نواس:

وما روّحتنا لتذبّ عنّا ... ولكن خفت مرزئة الذباب

شرابك كالسراب إذا التقينا ... وخبزك عند منقطع التراب

ولآخر:

خان عهدي عمروٌ وما خنت عهده ... وجفاني وما تغيرت بعده

ليس لي ما حييت ذنبٌ إليه ... غير أني يوماً تغديت عنده

الخليل بن أحمد:

كفّاه لم تخلقا للندى ... ولم يك بخلهما بدعه

فكفٌّ عن الخير مقبوضةٌ ... كما انقبضت مائةٌ تسعه

ولآخر:

أتيت أبا عمرو أٌرجّي نواله ... فزاد أبو عمروٍ على حزني حزنا

فكنت كباغي القرن أسلم أذنه ... فآب بلا أذنٍ ولم يستفد قرنا

[مساوئ من استدعى الهجاء ومن هجا نفسه]

قال أبو العتاهية: خرجت مع المهدي إلى الصيد فتفرق أصحابه وبقيت معه وقد أقبل علينا المطر، فانتهينا إلى ملاح معه زورق فقال لنا: ادخلا من هذا المطر. فدخلنا ووقعت الرعدة على المهدي من شدة البرد فقال له الملاح: هل لك أن ألقي عليك جبتي؟ فقال: نعم. فألقاها عليه. فما زال يتقرقف حتى نام، ثم أقبل الخدم والغلمان وألقوا عليه الخز والوشي، فلما انتبه أمر بدفع ذلك إلى الملاح وقال: يا أبا العتاهية ألا هجوتني! فقلت: يا أمير المؤمنين وكيف تطيب نفسي بهجائك؟ قال: فإني أسألك بالله، فقلت:

يا لابس الوشي على شيبه ... ما أقبح الأشيب في الداح

فنقر نقرة ثم قال: زدني، فقلت:

لو شئت أيضاً جُلت في خامةٍ ... وفي وشاحين وأوضاح

فقال: ويلك زدني، فقلت:

كم من عظيم الشأن في نفسه ... قد بات في جبة ملاح

قيل: وشرب يزيد بن معاوية ذات يوم وعنده الأخطل فلما ثمل قال: يا أخطل اهجني ولا تفحش، فأنشأ يقول:

ألا اسلم سلمت أبا خالدٍ ... وحياك ربك بالعنقز

وروّى عظامك بالخندري ... س قبل الممات ولم تعجز

أكلت الدجاج فأفنيتها ... فهل في الحنانيص من مغمز

ودينك حقاً كدين الحما ... ر بل أنت أكفر من هرمز

فرفع يده ولطمه وقال: يا ابن اللخناء ما بكل هذا أمرتك! قال: ودخل أبو دلامة على المنصور وعنده المهدي وعيسى بن موسى، فقال له المنصور: اهج بعض من في المجلس. فقال في نفسه: من أهجو، الخليفة أم ابن أخيه؟ ما أحد أحق بالهجاء مني، فقال:

ألا أبلغ لديك أبا دلامه ... فلست من الكرام ولا كرامه

جمعت دمامةً وجمعت لؤماً ... غذاك اللؤم تتبعه الدمامه

إذا لبس العمامة قلت قردٌ ... وخنزيرٌ إذا وضع العمامه

فضحك المنصور وأمر له بجائزة.

<<  <   >  >>