وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: رحم الله أبا بكر، زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وعتق بلالاً من ماله.
وعن أنس عن أبي بكر، رضي الله عنه، قال: قلت للنبي، صلى الله عليه وسلم، ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر في قدميه لأبصرنا، فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله جل وعز ثالثهما! وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: خرج علينا رسول الله في مرضه الذي مات فيه وهو عاصب رأسه حتى صعد المنبر فقال: إني قائم الساعة على الحوض وإن عبداً عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة، فلم يفطن لها أحد إلا أبو بكر، رضي الله عنه فقال: بأبي أنت وأمي بل نفديك بآبائنا وأبنائنا وأنفسنا وأموالنا! وبكى، فقال: لا تبك يا أبي بكر، إن من آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً من الناس لاتخذت أبا بكر. ولكن أخي في الإسلام لا يبقى في المسجد باب إلا سدّ إلا باب أبي بكر. فبكى أبو بكر وقال: أنا ومالي لك يا رسول الله.
وعن ابن المنكدر قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: دعوا لي صاحبي إني بعثت وقال الناس كلهم كذبت وقال لي صدقت، يعني أبا بكر، رضي الله عنه.
وعن محمد بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل فجاء وقد ظهر، فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قال: لست أسألك عن النساء، قال: أبوها إذا تؤنس.
وعن الحسن قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يجيء يوم القيامة رجل إلى باب الجنة ليس منها باب إلا وعليه ملك يهتف به هلمّ هلمّ ادخل، فقال أبو بكر، رضي الله عنه: إن هذا لسعيد، قال: هو ابن أبي قحافة.
وعن سليمان بن يسار أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: في المؤمن ثلاثمائة وستون خصلة من الخير إذا جاء بواحدة دخل الجنة، قال أبو بكر، رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي أفيّ منها شيء؟ قال: هي كلها فيك يا أبا بكر.
وعن ابن عمر، رضي الله عنه، قال: بينا النبي، صلى الله عليه وسلم، جالس وعنده أبو بكر، رضي الله عنه، وعليه عباءة قد خلّها في صدره بخلال إذ نزل عليه جبريل، عليه السلام، فقال: يا رسول الله ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّها في صدره؟ قال: أنفق ماله عليّ قبل الفتح، قال: فأقرئه من الله عز وجل السلام وقل له يقول لك ربك تبارك وتعالى: أراضٍ أنت عني في فقرك أم ساخط؟ فقال أبو بكر: أعلى ربي أغضب! أنا عن ربي راضٍ.
وعن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: كنت جالساً عند النبي، صلى الله عليه وسلم، إذ طلع أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، فقال، عليه الصلاة والسلام: هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ممن مضى وممن بقي إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي.
وعن جابر قال: كنت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسمعته يقول: يطلع علينا من هذا الفج رجل من أهل الجنة، فطلع أبو بكر، رضي الله عنه، ثم قال يطلع علينا من هذا الفج رجل من أهل الجنة، فطلع عمر، رضي الله عنه، ثم قال: يطلع علينا من هذا الفج رجل من أهل الجنة، اللهم اجعله علياً! فطلع علي، رضي الله عنه.
وعن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله ما أحسن هذه الآية! قال: أيتها؟ قال قوله تبارك وتعالى: " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "، فقال: يا أبا بكر إن الملك سيقولها لك.
وقيل: إنه لما أسلم أبو قحافة لم يعلم أبو بكر، رضي الله عنه، بإسلامه حتى دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا أبشرك يا أبا بكر بما يسرك؟ قال: مثلك يا رسول الله من يبشر بالخير، فما هي؟ قال: أسلم أبو قحافة! قال: يا رسول الله لو بشرتني بإسلام أبي طالب كان أقر لعيني فإنه أقر لعينك، فبكى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى علا بكاؤه جزعاً لما فاته من إسلام أبي طالب وقال: رحمك الله يا أبا بكر، ثلاثاً.
[محاسن عمر بن الخطاب]
رضوان الله ورحمته عليه