وروي أنه لما قتل، رضي الله عنه، احمرّت آفاق السماء واقتسموا ورساً كان معه فصار رماداً، وكانت معه إبل فجزروها فصارت جمرة في منازلهم.
[مساوئ الحرة]
قال: ولما كان من أمر الحسين، عليه السلام، ما كان قدم عمرو بن حفص بن المغيرة وكان تزوج يزيد بن معاوية ابنته وأعطاه مالاً كثيراً، فلما قدم المدينة جاءه محمد بن عمرو بن حزم وعبيد الله بن حنظلة وعبد الله بن مطيع ابن الأسود وناس من وجوه أهل المدينة قالوا: ننشدك الله رب هذا البيت ورب صاحب هذا القبر ألا أخبرتنا عن يزيد؟ فقال: إنه ليشرب الخمر وينادم القردة ويفعل كذا ويصنع كذا. فقالوا: والله ما لنا بأهل الشام من طاقة ولكن ما يحل لنا أن نبايع رجلاً على هذه الحال. فقال محمد بن عمرو لأهله: هاتوا درعي. ثم خرج فخرج أهل المدينة وخلعوا يزيد وأخرجوا عثمان بن محمد بن أبي سفيان وبني أمية من المدينة، وكان عثمان والي المدينة، ثم قال محمد بن أبي جهم لأهل المدينة: أطيعوا أمري اليوم واعصوني الدهر، اقتلوا سبعة عشر رجلاً من بني أمية لا تروا شراً أبداً. فأبى أهل المدينة أن يقتلوهم وأخذوا عليهم المواثيق أن لا يرجعوا إلى المدينة مع جيش أبداً، فبعث عثمان بن محمد بن أبي سفيان قميصه مشقوقاً إلى يزيد وكتب إليه: واغوثاه! إن أهل المدينة أخرجوا قومي من المدينة وشقوا ثوبي وارتكبوا مني.