يصدّ الشاعر العرّاف عني ... صدود البكر عن قرمٍ هجان
[محاسن كلام غانمة بنت غانم]
[في شرف بني هاشم وفخرهم]
قيل: ولما بلغ غانمة بنت غانم سبّ معاوية وعمرو بن العاص بني هاشم قالت لأهل مكة: أيها الناس إن قريشاً لم تلد من رَقم ولا رُقم، سادت وجادت، وملّكت فملكت، وفُضّلت ففضلت، واصطُفيَت فاصطفت، ليس فيها كدر عيب ولا أفن ريب، ولا حشروا طاغين ولا حادوا نادمين، ولا المغضوب عليهم ولا الضالين، إن بني هاشم أطول الناس باعاً وأمجد الناس أصلاً وأحلم الناس حلماً وأكثر الناس عطاء، منّا عبد مناف الذي يقول فيه الشاعر:
كانت قريشٌ بيضةً فتفلّقت ... فالمخ خالصها لعبد مناف
وولده هاشم الذي هشم الثريد لقومه، وفيه يقول الشاعر:
هشم الثريد لقومه وأجارهم ... ورجال مكة مسنتون عجاف
ثم منا عبد المطلب الذي سُقينا به الغيث، وفيه يقال الشاعر:
ونحن سنيَّ المحْل قام شفيعنا ... بمكة يدعو والمياه تغور
وابنه أبو طالب عظيم قريش، وفيه يقول الشاعر:
آتيته ملكاً فقام بحاجتي ... وترى العليّج خائباً مذموما
ومنا العباس بن عبد المطلب أردفه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأعطاه ماله، وفيه يقول الشاعر:
رديف رسول الله لم أر مثله ... ولا مثله حتى القيامة يوجد
ومنا حمزة سيد الشهداء، وفيه يقول الشاعر:
أبا يعلى لك الأركان هدّت ... وأنت الماجد البرُّ الوصول
ومنا جعفر ذو الجناحين أحسن الناس حسناً وأكملهم كمالاً، ليس بغدّارٍ ولا ختار، بدّله الله جل وعز له بكل يد له جناحاً يطير به في الجنة، وفيه يقول الشاعر:
هاتوا كجعفرنا الطيار أو كعليّنا ... أليسا أعزَّ الناس عند الخلائق
ومنا أبو الحسن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أفرس بني هاشم وأكرم من احتفى وتنعّل بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومن فضائله ما قصُر عنكم أنباؤها، وفيه يقول الشاعر:
وهذا عليٌّ سيد الناس فاتقوا ... علياً بإسلام تقدم من قبل
ومنا الحسن بن علي، رضي الله عنه، سبط رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وسيد شباب أهل الجنة، وفيه يقول الشاعر:
ومن يك جده حقاً نبياً ... فإن له الفضيلة في الأنام
ومنا الحسين بن علي، رضوان الله عليه، حمله جبريل، عليه السلام، على عاتقه وكفى بذلك فخراً، وفيه يقول الشاعر:
نفى عنه عيب الآدمييّن ربه ... ومن مجده مجد الحسين المطهَّر