للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأول من قطع نهر بلخ سعيد بن عثمان بن عفان. وأول من ضرب بسيفه باب قسطنطينية وأذّن في بلاد الروم عبد الله بن طليب من بني عامر بن صعصعة وكان مع مسلمة بن عبد الملك فأراد قيصر قتله فقال: والله لئن قتلتني لا تبقى بيعة في بلدان الإسلام إلا هدمت! فكفّ عنه.

وأول من جمّع جمعة مصعب بن عمير جمّعهم بالمدينة وكانوا اثني عشر رجلاً.

وروى أبو هلال عن أبي حمزة قال: أول من رأينا بالبصرة يتوضأ بالماء عبيد الله بن أبي بكرة فقلنا: انظروا إلى هذا الشيخ يلوط استه، أي يستنجي بالماء. وأول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير. وأول من رشا في الإسلام المغيرة بن شعبة. وأول رام رمى في الإسلام سعد بن أبي وقاص. وأول قاضٍ قضى أبو قرّة الكندي. وأول من اتّخذ الجمّازات أم جعفر.

[مساوئ الأوائل]

أول من اتخذ الود رجلٌ يقال له لَمَك ولد له على كبر سنه ابن فأصيب به واشتد وجده عليه فعمد إلى عود واتخذ كهيأة الصبي شبه صدر العود بالفخذ وإبريقه بالقدم والملاوي بالأصابع والأوتار بالعروق ثم ضرب به، وكانت له ابنة يقال لها ملاهي، وهي أول من اتخذت المعازف والطبول. وأول من عمل الطنابير قوم لوط كانوا يستميلون بها الغلمان المرد. وأما الزمر وشبهه فللرعاء والأكراد. وكان أول من غنّى من العرب جذيمة بن سعد الخزاعي وذلك بعد جرادتي عاد، وكان من أحسن الناس صوتاً فسمي المصطلق فغنى بالركبانية، ويقال إن أول من غنى باليمن رجل من حمير يقال له عنبس: وأول من غنى بالحرمين طويس. وأول امرأة قطعت يدها في الإسلام في السرق بنت سفيان بن عبد الأسد من بني مخزوم قطعها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال: لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعتها. ومن الرجال الخيار بن عدي بن نوفل.

[محاسن الدلائل]

روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه: إن المؤمن إذا أتت عليه ستون سنة أحبه أهل السماء والأرض، وإذا أتت عليه سبعون سنة كتبت حسناته ومحيت سيئاته، وإذا أتت عليه ثمانون سنة غفر له ما تقدم من ذنبه، وإذا أتت عليه تسعون سنة شفّع في أهل بيته وأهله، وإذا أتت عليه مائة سنة كتب اسمه عند الله عز وجل أسير الله في أرضه.

وقال عمرو بن العاص: يتغير الغلام لسبع، ويحتلم لأربع عشرة سنة، ويتم خلقه لإحدى وعشرين، ويجتمع عقله لثمان وعشرين، وما بعد ذلك فتجارب.

وقال وهشابور: يستحب من الربيع الزهرة، ومن الخريف الخصب، ومن الغريب الانقباض، ومن القاريء البيان، ومن الغلام الكياسة، ومن الجارية الملاحة.

[ومنه باب آخر]

قيل: إذا جارت الولاة قحطت السماء، وإذا منعت الزكاة هلكت الماشية، وإذا ظهر الربا ظهر الفقر والمسكنة، وإذا خفرت الذمة أُديل العدو.

وعن ابن عباس قال: إذا رأيتم السيوف قد أعريت والدماء قد أُريقت فاعلموا أن حكم الله جل وعز قد ضيّع وانتقم من بعضهم ببعض، وإذا رأيتم الرثاء قد فشا فاعلموا أن الربا قد فشا، وإذا منعتم القطر فاعلموا أن الناس قد منعوا ما عندهم من الزكاة فمنع الله جل وعز ما عنده.

[محاسن المشورة]

كان يقال: إذا استحار الرجل ربه واستشار نصيحة وأجهد رأيه فقد قضى ما عليه ويقضي الله جل وعز في أمره ما يحب.

وقال آخر: حسن المشورة من المشير قضاء لحق النعمة.

وقيل: إذا استشرت فانصح وإذا تركت فاصفح.

وقال آخر: من وعظ أخاه سراً زانه ومن وعظه علانية شانه.

وقال آخر: الاعتصام بالمشورة نجاة.

وقال آخر: نصف عقلك مع أخيك فاستشره.

وقال آخر: إذا أراد الله بعبد هلاكاً أهلكه برأيه.

وقال آخر: إن المشورة تقوّم اعوجاج الرأي. وقال: إياك ومشورة النساء فإن رأيهن إلى الإفن وعزمهن إلى الوهن.

وروي عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه قال: كان بين العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، مباعدة فلقيت علياً، رحمه الله، فقلت له: إن كان لك في النظر إلى عمك حاجة فأته وما أراك تلقاه.

<<  <   >  >>