للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غلبتني عشيرتي. قال: فجعل يفزّر جبّة عليه من برود ويقول: أما والله يا أعداء الله ما شققتها جزعاً من الموت ولكني أخشى أن تسلبوا منها. فضربت عنقه. عشيرتي. قال: فجعل يفزّر جبّة عليه من برود ويقول: أما والله يا أعداء الله ما شققتها جزعاً من الموت ولكني أخشى أن تسلبوا منها. فضربت عنقه.

ثم سار إلى مكة حتى إذا بلغ قفا المشلَّل دَنِف فدعا بحصين بن نمير الكندي فقال: يا بردعة الحمار والله ما خلق الله أحداً هو أبغض إلي منك، ولولا أن أمير المؤمنين أمرني أن أستخلفك ما استخلفتك، أتسمع؟ قال: نعم. قال: لا يكون إلا الوِقاف ثم الثقاف ثم الانصراف، لا تمكن أذنيك من قريش.

ثم مات مسلم، لا رحمه الله، فدفن بقفا المشلَّل، وكانت أم يزيد بن عبد الله بن زمعة بأسناده فخرجت إليه فنبشته وأحرقته بالنار وأخذت أكفانه فشقّقتها وعلقتها بالشجرة.

قال أبو معشر: أقبلت من مكة حتى إذا كنت بقفا المشلَّل عند قبر مسلم إذا رجل من أهل الشام ممّن حضر وقعة الحرّة يسايرني، فقلت له: هذا قبر مسلم بن عقبة. فقال: أحدثك بالعجب؟ كان مع مسلم رجل من أهل الشام يقال له أبو الغرّاء فإذا نصف شعره أسود ونصفه أبيض، فقلت له: ما شأنك؟ قال: لما كانت ليلة الحرّة جئت قُبَاء فدخلت بيتاً فإذا فيه امرأة جالسة معها صبي لها وليس عليها شيء إلا درع وقد ذُهب بكل شيء لها، فقلت لها: هل من مال؟ قالت: لا والله لقد بايعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على أني لا أزني ولا أسرق ولا أقتل ولدي. قال: فأخذت برجل الصبي فضربت به الحائط. فنثر دماغه، فخرجت فإذا نصف رأسي أبيض ونصفه أسود كما ترى.

[محاسن ما قيل فيهم من الأشعار]

قال كعب بن زهير في الحسين بن علي، رحمة الله عليهما:

مسح النبيُّ جبينه ... فله بياضٌ في الخدود

وبوجهه ديباجةٌ ... كرم النبوة والجدود

قال: وأنشد الحميريّ في الحسن والحسين:

أتى حسناً والحسينَ الرسولُ ... وقد برزا حجرةً يلعبان

فضمّهما وتفدّاهما ... وكانا لديه بذاك المكان

ومر وتحتهما عاتقاه ... فنعم المطيّة والراكبان

قال: وقال المأمون: أنصف شاعر الشيعة حيث يقول:

أنا وإياكم نموت فلا ... أفلح بعد الممات من ندما

وقال المأمون:

ومن غاوٍ يغصُّ عليّ غيظاً ... إذا أدنيت أولاد الوصيّ

يحاول أن نور الله يطفى ... ونور الله في حصن أبيّ

فقلت أليس قد أوتيت علماً ... وبان لك الرشيد من الغوي

وعُرّفتُ احتجاجي بالمثاني ... وبالمعقول والأثر القويّ

بأية خلّةٍ وبأي معنىً ... تفضِّل ملحدين على عليّ

عليّ أعظم الثقلين حقاً ... وأفضلهم سوى حق النبيّ

قال غيره وأجاد:

إن اليهود بحبها لنبيها ... أمنت معرّة دهرها الخوّان

وذوو الصليب بحب عيسى أصبحوا ... يمشون زهواً في قرى نجران

والمؤمنون بحب آل محمد ... يرمون في الآفاق بالنيران

وقال آخر، سامحه الله:

يا لك من متجرة كاسده ... بين شياطين عتت مارده

إذا تذكّرت بني أحمدٍ ... تنافروا كالإبل الشارده

فقل لمن يلحاك في حبهم ... خانتك في مولدك الوالده

وقال دعبل، رحمه الله تعالى:

قل لابن خائنة البعول ... وابن الجوادة والبخيل

إن المذمة للوصيّ ... هي المذمة للرسول

أتذمّ أولاد النبي ... وأنت من ولد النُّغُول

الموصلي النصراني:

عَدِي ونعيمٌ لا أحاول ذكرهم ... بسوءٍ ولكني محبٌ لهاشم

وهل تأخُذَنّي في عليٍّ وحبه ... إذا لم أعِث يوماً ملامة لائم

يقولون ما بال النصارى تحبه ... وأهل التقى من معربٍ وأعاجم

فقلت لهم إني لأحسب حُبّهُ ... طواه إلهي في قلوب البهائم

وفي بني أمية قيل: دخل خالد بن خليفة الأقطع على أبي العباس وعنده علي بن هشام بن عبد الملك فأشار إلى أبي العباس وهو يقول شعراً:

<<  <   >  >>