للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى متى أنت في دنياك مشتغلٌ ... وعامل الله بالرحمان مشغول

أبو نواس:

دع الحرص على الدنيا ... وفي العيش فلا تطمع

ولا تجمع من المال ... فما تدري لمن تجمع

ولا تدري أفي أرض ... ك أم في غيرها تصرع

قال: وقال الأصمعي قال أبو عمرو بن العلاء: بينا أنا أدور في بعض البوادي إذا أنا بصوت:

وإنّ امرأً دنياه أكثر همه ... لممتسك منها بحبل غرور

قال: فنقشته على خاتمي.

قال: وسمع يحيى بن خالد البرمكي بيت العدويّ في صفة الدنيا حيث يقول:

حتوفها رصدٌ وعيشها نكدٌ ... وشربها رنقٌ وملكها دول

فقال: لقد انتظم في هذا البيت صفة الدنيا.

قيل: وسمع المأمون بيت أبي نواس:

إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفت ... له عن عدوٍّ في ثياب صديق

فقال: لو سئلت الدنيا عن نفسها لما وصفت كما وصفها به أبو نواس.

وقال أبو حازم: الدنيا طالبة ومطلوبة وطالب الدنيا يطلبه الموت حتى يخرجه منها وطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى توفيه رزقه.

قال: وقيل للحسن البصري: ما تقول في الدنيا؟ فقال: ما عسى أن أقول؟ حلالها حساب وحرامها عذاب. فقيل: ما سمعنا كلاماً أوجز من هذا! قال: بلى كلام عمر بن عبد العزيز، كتب إليه عدي بن أرطاة وهو على حمص أن مدينة حمص قد تهدمت واحتاجت إلى إصلاح حيطانها، فكتب إليه: حصنها بالعدل ونقّ طرفها من الظلم.

[محاسن معرفة الأوائل]

حدثنا زيد بن أخزم قال: حدثنا عبد الصمد عن سعيد عن المغيرة قال: سمعت سماك بن سلمة يقول: أول من خط بالقلم إدريس، عليه السلام. وهو أول من خاط الثياب ولبسها وكانوا من قبله يلبسون الجلود. وأول قرية بنيت في الأرض قرية تسمى ثمانين ابتناها نوح، عليه السلام. وأول من عمل الصابون سليمان بن داود، عليه السلام. وأول من باع فيمن يزيد حلساً وقدحاً رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وأول من اتخذ القراطيس يوسف، عليه السلام. وأول من خبز له الرقاق نمرود بن كنعان لعنه الله وأول من حكم في الخنثى عامر بن الظرب العدواني. وأول من خضب بالسواد عبد المطلب بن هاشم. وأول من سنّ الدية من الإبل أبو سيارة العدواني وأقره رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الإسلام. وأول من خلع نعله لدخول الكعبة الوليد بن المغيرة فخلع الناس نعالهم في الإسلام. وهو أول من قضى بالقسامة في الجاهلية فأقرها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الإسلام. وهو أول من حرم الخمر على نفسه في الجاهلية فأقرها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الإسلام. وهو أول من قطع في السرقة في الجاهلية فقطع رسول الله في الإسلام. وأول من سلّم عليه بالإمرة المغيرة بن شعبة. وأول من أرّخ الكتب وختم على الطين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. وأول من كتب بالعربية مرامر بن مروة من أهل الأنبار فانتشر من الأنبار في الناس. وأول من مشت الرجال معه وهو راكب الأشعث بن قيس. وأول من اتخذ المقصورة في المسجد معاوية بن أبي سفيان وذلك أنه بصر كلباً على منبره. وأول من لبس الخفاف وثياب الكتان زياد بن أبي سفيان، وأول من لبس الطيلسان جبير بن مطعم.

وأول من لبس الخز الطاروني عبد الله بن عامر فقال الناس: لبس الأمير جلد دب. وأول من نقش على الدراهم عبد الملك بن مروان وأول من سمّي عبد الملك. وأول من ابتنى مدينة في الإسلام الحجاج بن يوسف بنى مدينة واسط، وهو أول من قعد على سرير في حرب وأول من اتخذ المحامل، فقال فيه حميد الأرقط:

أخزى الإله عاجلاً وآجلا

أول عبدٍ عمل المحاملا

عبد ثقيفٍ ذاك أزلاً آزلا

وهو أول من عُلق له الخيش ونقل له الثلج. وأول من أطعم على ألف مائدة على كل مائدة عشرة رجال وأجاز بألف ألف درهم ولبس الدراريع السود المختار بن أبي عبيد. وأول من حذا النعال جذيمة الأبرش، وهو أول من وضع المنجنيق ورفعت له الشموع ونادم الفرقدين. وأول من حدا رجلٌ من مضر. وأول رأس حمل من بلد إلى بلدٍ رأس عمرو بن الحمق الخزاعي. وأول من عمل له النعش زينب بنت جحش زوجة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بن الخطاب: نعم خباء الظعينة!

<<  <   >  >>