فَقَالَ الزبير أسْتَغْفر الله لَو ذكرتها مَا خرجت فَكيف أرجع الْآن وَقد الْتَقت حلقتا البطان هَذَا وَالله الْعَار الَّذِي لَا يغسل أبدا فَقَالَ عَليّ يَا زبير ارْجع بالعار قبل أَن يُجْمَعَ الْعَار وَالنَّار فَرجع الزبير وَهُوَ يَقُول // (من الْبَسِيط) //
(إِخْتَرتُ عَاراً عَلَى نَارٍ تُؤَجِّجْه ... أَنَّى يَقُومُ بِهَا خَلْقٌ مِنَ الطِّينِ)
(نَادَى عَليٌّ بِأَمْر لَسْتُ أَجْهَلُهُ ... عَارٌ لَعَمْرُكَ فِي الدُّنْيا وَفى الدِّينِ)
(فَقُلْتُ حَسْبُكَ مِنْ عَذْلٍ أَبَا حَسَنٍ ... فَبَعْضُ هَذَا الَّذِى قَدْ قُلْتَ يَكْفِينى)
فَقَالَ لَهُ ابْنه عبد الله بن الزبير إِلَى أَيْن تذْهب فَقَالَ أذكرني عَليّ أمرا كنت نَسِيته قَالَ لَيْسَ الْأَمر كَذَلِك لَكِن فَرَرْت من سيوف بني هَاشم فَإِنَّهَا حداد يحملهَا فتية أنجاد فَقَالَ رَاوِيه قَالَ لَهُ جبنا جبنا فَقَالَ لَا وَالله وَلكنه أذكرني أمرا أنسانيه الدَّهْر فاخترت الْعَار على النَّار أباِلجبن تعيرني لَا أَبَا لَك ثمَّ قلع سِنَان رمحه وَسَار فِي ميمنة عَليّ فَقَالَ عَليّ أفرجوا لَهُ فقد هاجوه ثمَّ رَجَعَ فَشد فِي الميسرة ثمَّ رَجَعَ فَشد فِي الْقلب ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ لِابْنِهِ أيفعل هَذَا جبان ثمَّ مضى منصرفاً بوادي السبَاع والأحنف بن قيس التَّمِيمِي منحاز فِي قومه من بني تَمِيم فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ هَذَا الزبير مار فَقَالَ مَا أصنع بالزبير وَقد جمع بَين جيشين عظيمين يقتل بَعضهم بَعْضًا وَهَا هُوَ صَار إِلَى منزله سالما فَلحقه عَمْرو بن جرموز بوادي السبَاع وَقد نزل الزبير للصَّلَاة فَأَتَاهُ من خَلفه فطعنه وَهُوَ فِي الصَّلَاة ثمَّ استسقى الزبير لَبَنًا فشربه فَخرج من جرحه فَمَاتَ رَحمَه الله فاحتز رَأسه وأتى بِهِ وسيفه إِلَى عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ عَليّ يَا أَعْرَابِي تبوأ مَقْعَدك من النَّار سَمِعت رَسُول الله
يَقُول قَاتل ابْن صَفِيَّة فِي النَّار
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute