وَالله أضيق لحجتك وأخسر لصفقتك قَالَ عَمْرو قد علمت ذَلِك وَلَوْلَا مصر وولايتها لركبت المسحاة عَنْهَا فَإِنِّي أعلن أَن ابْن أبي طَالب على الْحق وَأَنا على هَذِه فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة مصر وَالله أعمتك وَلَوْلَا مصر لألفيت بَصيرًا وَكَانَ مَعَ عَليّ من الصَّحَابَة رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَلفَانِ وَثَمَانمِائَة قتل مِنْهُم خَمْسَة وَعِشْرُونَ صحابياً وَلما تفَرقُوا عَليّ إِلَى الْكُوفَة وَمُعَاوِيَة إِلَى الشَّام كثر اخْتِلَاف الْكَلِمَة بَين أَصْحَاب عَليّ وتفاوت الرَّأْي وَعدم انتظام الْأُمُور وتبرأ الْأَخ من أَخِيه وتضارب الْقَوْم بنعال السيوف وَقيل بالنعال وتسابوا وَلَام كل الآخرَ وَلما وصل عَليّ الْكُوفَة انحاز عَنهُ سِتَّة آلَاف وَقيل اثْنَا عشر ألفا من الْقَوْم وَغَيرهم فنزلوا حَرَوراء قَرْيَة من قرى الْكُوفَة وَجعلُوا شبيب بن ربعي التَّمِيمِي عَلَيْهِم فَخرج إِلَيْهِم عَليّ وأدخلهم جَمِيعًا الْكُوفَة فَجعلُوا ينادون عليا وَهُوَ على الْمِنْبَر جزعت من البلية ورضيت بالقضية وَقبلت الدنية لَا حكم إِلَّا لله فَقَالَ عَليّ حكم الله انتظم فِيكُم فَيَقُولُونَ {وَلَقَد أُوحِيَ إِلَيْك وَإِلَى الذَينَ مِن قَبلِكَ لئين أشركَت ليحبطن عمُلُكَ} الزمر ٦٥ الْآيَة فَيَقُول عَليّ رَضِي الله عَنهُ {إنَ وَعدَ الله حق وَلَا يستخفنك الَّذين لَا يُؤمنُونَ} الرّوم ٦٠ انْتهى بِحَمْد الله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute