للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُعَاوِيَة يبْذل لَهُ تَسْلِيم الْأَمر على أَن تكون الْخلَافَة لَهُ بعده وعَلى أَلا يطْلب أحدا من أهل الْمَدِينَة والحجاز بِشَيْء مِمَّا كَانَ فِي أَيَّام بني أُميَّة وَغير ذَلِك وَظَهَرت المعجزة النَّبَوِيَّة فِي قَوْله

إِن ابْني هَذَا سيد وسيصلح الله بِهِ بَين فئتين عظيمتين من الْمُسلمين وَلم يسفك فِي أَيَّامه محجمة دم وَهِي نَحْو سَبْعَة أشهر وَكَانَ صلحهما لخمس بَقينَ من ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَقيل فِي النّصْف من جُمَادَى الأولى من السّنة الْمَذْكُورَة على الْخلاف الْمُتَقَدّم فِي ذَلِك فَإِن مُدَّة الْخلَافَة الَّتِي ذكرهَا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام انْتَهَت بخلافته وَلم يبْق إِلَّا الْملك وَقد صان الله تَعَالَى أهل الْبَيْت مِنْهُ قَالَ أَبُو بشر الدولابي أَقَامَ الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِالْكُوفَةِ إِلَى ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَقتل عبد الرَّحْمَن بن ملجم لَعنه الله تَعَالَى وَيُقَال إِنَّه ضربه بِالسَّيْفِ فاتقاه بِيَدِهِ فندرت وَقَتله ثمَّ سَار إِلَى مُعَاوِيَة فَالْتَقَيَا ب مسكن من أَرض الْكُوفَة كَمَا تقدم نقل ذَلِك عَن الذَّهَبِيّ واصطلحا وَسلم إِلَيْهِ الْأَمر وَبَايع لَهُ لخمس بَقينَ من ربيع الأول من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأخذ مِنْهُ خَمْسمِائَة ألف كَمَا تقدم ذَلِك عَن الذَّهَبِيّ وروى الْحَافِظ أَبُو نعيم وَغَيره عَن الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى أَنه قَالَ أما بعد فَإِن أَكيس الْكيس التقي وأحمق الْحمق الْفُجُور وَإِن هَذَا الْأَمر الَّذِي اخْتلفت عَلَيْهِ أَنا وَمُعَاوِيَة إِنَّمَا هُوَ حق لامرئ فَإِن كَانَ لَهُ فَهُوَ أَحَق بِحقِّهِ وَإِن كَانَ لي فقد تركته لَهُ إِرَادَة صَلَاح الْأمة وحقن دِمَائِهِمْ {وَإِن أَدْرِي لَعَلَّه فتْنَة لكم ومتاع إِلَى حِين} الْأَنْبِيَاء ١١١ ثمَّ نزل قلت رَأَيْت فِي المَسْعُودِيّ أَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَشَارَ على مُعَاوِيَة أَن يَأْمر الْحسن فيخطب فكره مُعَاوِيَة ذَلِك فألزمه عَمْرو وَقَالَ أُرِيد أَن يَبْدُو عيه فِي النَّاس فَإِنَّهُ يتَكَلَّم فِي أُمُور لَا يدْرِي مَا هِيَ فَأمر مُعَاوِيَة الْحسن فَقَامَ وَتشهد فِي بديهته ثمَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>