هُوَ مَرْوَان بن الحكم الْأمَوِي وَقيل لَهُ إِن أَبَا ذَر يَقُول الْفقر أحب إليّ من الْغنى والسقم أحب إِلَيّ من الصِّحَّة فَقَالَ رحم الله أَبَا ذَر أما أَنا فَأَقُول من اتكل على حسن اخْتِيَار الله عز وَجل لم يتمن غير الْحَالة الَّتِي اخْتَارَهَا لله عز وَجل وَهَذَا حد الْوُقُوف على الرِّضَا بِمَا يصرف بِهِ الْقَضَاء وَمن كَلَامه رَضِي الله عَنهُ كم فِي الدُّنْيَا بيدنك وَفِي الْآخِرَة بقلبك وَكَانَ يَقُول لِبَنِيهِ وَبني أَخِيه تعلمُوا الْعلم فَمن لم يسْتَطع مِنْكُم أَن يحفظه أَو قَالَ يرويهِ فليكتبه وليضعه فِي بَيته وَرَأى سيدنَا أَبُو بكر الْحسن رَضِي الله عَنْهُمَا وَهُوَ يلْعَب مَعَ الصّبيان فَحَمله أَبُو بكر على عَاتِقه وَقَالَ بِأبي شَبيه بِالنَّبِيِّ لَيْسَ شَبِيها بعلي وَعلي رَضِي الله عَنهُ يبتسم وَقد كَانَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ يجله ويعظمه ويحترمه ويكرمه وَكَذَلِكَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَقد جَاءَ الْحسن وَالْحُسَيْن يَوْم الدَّار وَعُثْمَان مَحْصُور ومعهما السِّلَاح ليقاتلا عَن عُثْمَان فخشي عُثْمَان عَلَيْهِمَا وَأقسم عَلَيْهِمَا ليرجعان إِلَى منازلهما تطييباً لقلب عَليّ وخوفاً عَلَيْهِمَا وَكَانَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ وكرم وَجهه أرسلهما وَأَمرهمَا بذلك وَكَانَ عَليّ يكرم الْحسن إِكْرَاما زَائِدا ويعظمه ويبجله وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَأْخُذ الركاب لِلْحسنِ وَالْحُسَيْن إِذا ركبا وَيرى هَذَا مِنَ النعم وَكَانَ إِذا طافا بِالْبَيْتِ يكَاد النَّاس يحطمونهما مِما يزدحمون عَلَيْهِمَا للسلام عَلَيْهِمَا رَضِي الله عَنْهُمَا وأرضاهما وَكَانَ عبد الله بن الزبير يَقُول وَالله مَا قَامَت النِّسَاء عَن مثل الْحسن قَالَ البهيقي فِي كِتَابه المحاسن والمساوى أَتَى الْحسن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا إِلَى مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَقد سبقه ابْن عَبَّاس فَأمر مُعَاوِيَة بإنزالهما فِي مَحل فأنزلا فَبَيْنَمَا مُعَاوِيَة مَعَ عَمْرو بن الْعَاصِ ومروان بن الحكم وَزِيَاد بن أَبِيه يتذاكرون قديمهم وحديثهم ومجدهم إِذْ قَالَ مُعَاوِيَة أَكثرْتُم الْفَخر فَلَو حر الْحسن بن عَليّ وَابْن عَبَّاس لقصرا من أعينكُم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute