واستغلظت رياسة بني أُميَّة فِي قُرَيْش ثمَّ استحلمت مشيخة قُرَيْش من سَائِر الْبُطُون يَوْم بدر وَهلك فِيهَا عُظَمَاء من بني عبد شمس عتبَة بن ربيعَة وَشَيْبَة بن ربيعَة والوليد بن عتبَة وَعتبَة بن أبي معيط وَغَيرهم فاستقل أَبُو سُفْيَان بن حَرْب بشرف بني أُميَّة والتقدم فِي قُرَيْش وَكَانَ رئيسهم يَوْم أحد وَقَائِدهمْ يَوْم الْأَحْزَاب وَهِي وقْعَة الخَنْدَق وَلما كَانَ الْفَتْح قَالَ الْعَبَّاس وَكَانَ صديقا لأبي سُفْيَان للنَّبِي
يَا رَسُول الله إِن أَبَا سُفْيَان رجل يحب الْفَخر فَاجْعَلْ لَهُ ذكرا غَدا وَكَانَ ذَلِك لَيْلَة دُخُول مَكَّة فَقَالَ النَّبِي
من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن ثمَّ مَن على قُرَيْش بعد أَن ملكهم يَوْمئِذٍ وَقَالَ اذْهَبُوا فَأنْتم الطُلَقَاءُ ثمَّ أسلمت مشيخة قُرَيْش بعد ذَلِك وَشَكتْ مشيخة قُرَيْش إِلَى أبي بكر مَا وجدوا فِي أنفسهم من التَّخَلُّف عَن رُتْبَة الْمُهَاجِرين لأولين وَمَا بَلغهُمْ من كَلَام عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي تَركه شوراهم فَاعْتَذر إِلَيْهِم أَبُو بكر وَقَالَ أدركوا إخْوَانكُمْ بِالْجِهَادِ وأنفذهم لِحَرْب أهل الرِّدَّة فَأحْسنُوا الْغناء فِي الْإِسْلَام وقَوَّموا الْأَعْرَاب عَن الجنف والميل ثمَّ لما ولي عمر رمى بهم الرومَ وَفَارِس وأوعبت قُرَيْش فِي النفير إِلَى الشَّام وَكَانَ معظمهم هُنَالك وَاسْتعْمل يزِيد بن أبي سُفْيَان على الشَّام وَطَالَ أمد ولَايَته إِلَى أَن هلك فِي طاعون عمواس سنة ثَمَان عشرَة فولي عمر مَكَانَهُ أَخَاهُ مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فأقره عُثْمَان بعد عمر فاتصلت رياستهم على قُرَيْش فِي الْإِسْلَام برياستهم قبيل الْفَتْح الَّتِي لم تحل صبغتها وَلَا نسي عهدها أَيَّام شغل بني هَاشم بِأَمْر النُّبُوَّة وتبدد الدُّنْيَا من أَيْديهم بِمَا اعتاضوا عَنْهَا من مُبَاشرَة الْوَحْي وَشرف الْقرب من الله تَعَالَى بِرَسُولِهِ وَمَا زَالَ النَّاس يعْرفُونَ ذَلِك لبني أُميَّة وَانْظُر مقَالَة حَنْظَلَة بن زِيَاد الْكَاتِب لمُحَمد