يتغوَط فَوق الْمِنْبَر الشريف وَقَالَ بسر بن سعيد عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ مَا رأيتُ أحدا بعد عُثْمَان أقضَى بِحَق من صَاحب هَذَا الْبَاب يَعْنِي مُعَاوِيَة وَعَن أبي بكر بن أبي مَرْيَم عَن ثَابت مولى أبي سُفْيَان أَنه سمع مُعَاوِيَة يخطُبُ وَيَقُول إِنِّي لست بِخَيْرِكُمْ وَإِن فِيكُم من هُوَ خير مني عبد الله بن عمر وَعبد الله ابْن عَمْرو وَغَيرهمَا من الأفاضل وَلَكِنِّي حسبت أَن أكونَ أَنْكَاكم فِي عَدوكُمْ وأنفعكم ولَايَة وَأَحْسَنُكُمْ خلقا قَالَ همام بن مُنَبّه سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول مَا رأيتُ رجلا كَانَ أخلق للْملك من مُعَاوِيَة كَانَ النَّاس يردون مِنْهُ على أرجاء وادِ رحب لم يكن بالضيق الْحصْر العصعص المتعصب يَعْنِي ابْن الزبير وَقَالَ أَبُو أَيُّوب عَن أبي قلَابَة إِن كَعْب الْأَحْبَار قَالَ لن يملك هَذِه الْأمة أحد مل ملك مُعَاوِيَة قلت صدق كَعْب فِيمَا قَالَه فَإِن مُعَاوِيَة بَقِي خَليفَة عشْرين سنة لَا ينازعه أحد الْأَمر فِي الأَرْض جَمِيعًا بِخِلَاف عبد الْملك بن مَرْوَان وَأبي جَعْفَر الْمَنْصُور وَهَارُون الرشيد وَغَيرهم فَإِنَّهُم كَانَ لَهُم مُخَالف وَخرج عَن حكمهم بعضْ الممالك وروى ضمام بن إِسْمَاعِيل قَالَ سَمِعت أَبَا قبيل حييّ بن هَانِئ يخبر عَن مُعَاوِيَة وَصعد الْمِنْبَر يَوْم جُمُعَة فَقَالَ أَيهَا النَّاس إِن المَال مالنا والفيء فيئنا من شِئْنَا أعطينا وَمن شِئْنَا منعنَا فَلم يجبهُ أحد فَلَمَّا كَانَت الْجُمُعَة الْأُخْرَى قَالَ مثل ذَلِك فَلم يجبهُ أحد فَلَمَّا كَانَت الْجُمُعَة الثَّالِثَة قَالَ مثل ذَلِك فَقَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ كلا إِنَّمَا المَال مالنا والفيء فيئنا من حَال بَيْننَا وَبَينه حكمناه إِلَى الله