للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تضع يدك فِي يَده لَيَكُونن أعز وَتَكون أعجز وَلَكِن لينزل على حكمك وَقد بَلغنِي أَن الْحُسَيْن وَعمر باتا يتحادثان عَامَّة ليلتهما بَين العسكرين فَقَالَ ابْن زِيَاد نِعمَ مَا رَأَيْت اخْرُج إِلَيْهِ أَنْت بِهَذَا الْكتاب ليعرض على الْحُسَيْن وَأَصْحَابه النُّزُول على حكمي وَيبْعَث بهم سلما وَإِن امْتَنعُوا فليقاتلهم وَإِن أَبى عمر من ذَلِك فَأَنت الْأَمِير وَابعث إِلَيّ بِرَأْسِهِ وَكتب إِلَى عمر بذلك وعنفه على المطاولة والشفاعة وَأَن يفعل مَا أمره بِهِ وَإِلَّا فليعتزل الْعَسْكَر ويخلي بَين شمر وَبَينه وَكتب مَعَه أَمَانًا لبني عَليّ بن أبي طَالب من أم الْبَنِينَ بنت حذام وهم الْعَبَّاس وَعبيد الله وجعفر وَعُثْمَان سَأَلَهُ الْأمان لَهُم عبد الله ابْن خالهم أبي الْمحل بن حرَام وَكَانَ حَاضرا عِنْد ابْن زِيَاد فَردُّوا أَمَانه وقلوا لَا حَاجَة لنا فِيهِ وَلما أَتَى شمر إِلَى عمر قَالَ لَهُ يَا شمر أَظُنك أَنْت تثنيه عَمَّا كتبت بِهِ إِلَيْهِ وأفسدت علينا أموراً أَرْجُو أَن تصلح وَالْحُسَيْن وَالله لَا يستسلم أبدا ونهض إِلَيْهِ عَشِيَّة تاسوعاء فَركب الْعَبَّاس أَخُو الْحُسَيْن فِي عشْرين فَارِسًا وتلقاهم فأخبروه بِمَا جَاءَ بِهِ من أَمر ابْن زِيَاد فجَاء بِهِ إِلَى الْحُسَيْن فَقَالَ ارْجع إِلَيْهِم ووخرهم إِلَى الْغَدَاة لنستكثر من الصَّلَاة وَالدُّعَاء وَالِاسْتِغْفَار فَوَعَدَهُمْ الْحُسَيْن إِلَى الْغَدَاة فإمَّا رَضِينَا وَإِلَّا رددناه فَشَاور عمر أَصْحَابه فَأَشَارَ بَعضهم بإمهاله وَهُوَ عَمْرو بن الْحجَّاج الزبيدِيّ فَقَالَ وَالله لَو كَانَ من الديلم لوَجَبَ إمهاله وَأَشَارَ قيس بن الْأَشْعَث بالمناجزة وَقَالَ ليصبحنك بِالْقِتَالِ فَرجع عمر وَجمع الْحُسَيْن أَصْحَابه واستشارهم وجزاهم خيرَاً وَأذن لَهُم فِي الانطلاق وَقَالَ هَذَا اللَّيْل قد غشيكم فاتخذوه جملا وافترقوا فِي الْبِلَاد وَالْقَوْم إِذا أصابوني لَهُوا عَن غَيْرِي فَأَبَوا فَقَالَ يَا بني عقيل حسبكم من الْقَتْل بِمُسلم واذهبوا فقد أَذِنت لكم قَالُوا مَا تَقول النَّاس وَالله لَا نَفْعل ولنقاتلن مَعَك حَتَّى نرد موردك وَقَامَ إِلَيْهِ بعض أَصْحَابه من غير عشيرته فَقَالَ كَيفَ نتخلى عَنْك وَلم نغدر إِلَى الله فِي حَقك وَالله لَا أُفَارِقك حَتَّى أكسر رُمْحِي وسيفي وأقذفهم بِالْحِجَارَةِ دُونك حَتَّى أَمُوت وَتكلم أَصْحَابه بِمثل ذَلِك فجزاهم خيرَاً وسمعن أخواته بذلك فطفقن يعولن ويلطمن حَتَّى غشي على بَعضهنَّ فجَاء إلَيْهِنَّ وعزاهن برَسُول الله

وَمن سلف

<<  <  ج: ص:  >  >>