من قومه وعاهَدنَ أَلا يكثرن الصُّرَاخ عَلَيْهِ وَلَا يشققن الْجُيُوب وَلَا يخمشن الْوُجُوه وَلَا يدعين بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور ثمَّ أَمر أَن تدخل أطناب الْبيُوت بَعْضهَا فِي بعض ليستقبلوا الْعَدو من أمامهم ثمَّ قَامُوا يصلونَ وَيدعونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ حَتَّى أصبح وَذَلِكَ يَوْم عَاشُورَاء وَركب عمر بن سعد فِي التعبئة وعبأ الْحُسَيْن أَصْحَابه اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ فَارِسًا وَأَرْبَعين رَاجِلا وَأعْطى رايته أَخَاهُ الْعَبَّاس وَضرب للحسين فسطاط أَمَام أخبيته فَدخل فِيهِ وَاسْتعْمل النورة ثمَّ أميت لَهُ الْمسك فِي جَفْنَة وأطلى بِهِ ثمَّ ركب وَوضع الْمُصحف أَمَامه وَقَاتل أَصْحَابه بَين يَدَيْهِ وَهُوَ يَدْعُو ثمَّ تقدم على رَاحِلَته ونادى النَّاس وَوعظ وَذكر بحقوقه وَقَالَ إِن كذبتموني فعندكم من يُخْبِركُمْ سلوا جَابر بن عبد الله وَأَبا سعيد وأنساً وسُهَيل بن سعد وَزيد ابْن أَرقم يُخْبِرُوكُمْ بِمَا سمعُوا من رَسُول الله
فِي حَقنا أهل الْبَيْت أما فِي هَذَا حاجز يحجزكم عَن دمي تطلبوني بمالٍ أَو دمٍ أَو قصاصٍ فَلم يُجِيبُوهُ فَنَادَى يَا شبيب بن ربعي يَا حجار بن أبجر يَا قيس بن الْأَشْعَث يَا زيد بن لحارث ألم تكْتبُوا إِلي بالقدوم قَالُوا لَا قَالَ بلَى قد فَعلْتُمْ فدعوني أنصرف إِلَى مأمني من الأَرْض فَقَالَ لَهُ قيس أَفلا تنزل على حكم ابْن زِيَاد وَهُوَ ابْن عمك قَالَ لَا وَالله لَا أعطي يَدي إِعْطَاء الذَّلِيل وَلَا أقرّ إِقْرَار العَبْد عباد لله إِنِّي عذت بربي وربكم أَن ترجمون أعوذ بربي وربكم من كل متكبرِ لَا يُؤمن بِيَوْم الْحساب ثمَّ أَنَاخَ رَاحِلَته وَنزل عَنْهَا وَخرج زُهَيْر بن الْقَيْن وَهُوَ شاكي السِّلَاح وَكَانَ صحب الْحُسَيْن من مَكَّة فَوقف بَين الْعَسْكَر وَوعظ أهل الْكُوفَة ونصحهم ودعاهم إِلَى نصْرَة ابْن رَسُول الله
وخذلان ابْن زِيَاد وأفحش فِي ذمّ عبيد الله وَأَبِيهِ وَقَالَ يقتلانكم ويقطعانكم ويسملانكم ويقتلان أماثلكم اذْكروا حجر بن عدي وهانئ بن عُرْوَة فَشَتَمُوهُ وأثنوا على ابْن زِيَاد وَقَالُوا لَا نَبْرَح حَتَّى نقتلكم أَو نأسركم فَقَالَ لَهُم أعيذكم بِاللَّه أَن تقتلُوا ابْن فَاطِمَة خلوا بَينه وَبَين ابْن مُعَاوِيَة فَإِن يزِيد يُرْضِي مِنْكُم بِدُونِ هَذَا ثمَّ رَمَاه شمر وَشَتمه فتشاتما سَاعَة ثمَّ رده الْحُسَيْن فَرجع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute