بِابْنِهِ الْحُسَيْن وَلما أسلم وَحشِي قاتلُ حَمْزَة قَالَ لَهُ غيب وَجهك عني فَإِنِّي لَا أحب أَن أرى من قتل الْأَحِبَّة وَالْإِسْلَام يجب مَا قبله فَكيف بِقَلْبِه
أَن يرى من ذبح الْحُسَيْن وَأمر بقتْله وَحمل أَهله على أقتاب الْجمال سافرات الْوُجُوه ناشرات الشُّعُور وَأخرج أَبُو الشَّيْخ أَن جمعَاً يذكرُونَ أَنه مَا من أحد أعَان على قتل الْحُسَيْن إِلَّا أَصَابَهُ بلَاء قبل أَن يَمُوت وَنقل شبط ابْن الْجَوْزِيّ عَن السّديّ أَنه أَضَافَهُ رجل بكربلاء فتذاكروا هَذَا الْمَعْنى أَي أَنه مَا من أحد أعَان على قتل الْحُسَيْن أَو شركهم فِي دَمه بِوَجْه إِلَّا مَاتَ أقبح ميتَة فكذب المضيف بذلك وَقَالَ إِنَّه مِمَّن حضر وَلم يصبهُ شَيْء فَقَامَ ليصلح السراج فَأَخَذته النَّار فَذهب لطفئها بريقه فالتهب فَمه فَجعل يُنَادي النارَ النارَ وانغمس فِي الْفُرَات وَمَعَ ذَلِك دبت النَّار فِي جسده فَأَحْرَقتهُ قَالَ السّديّ وَأَنا واللِّه رَأَيْته كالحممة وَحكى سبطه عَن الْوَاقِدِيّ أَن شَيخا حضر قَتله فَقَط فَعميَ فَسئلَ عَن سَببه فَقَالَ إِنَّه رأى النَّبِي
حاسراً عَن ذراعه وَبِيَدِهِ السَّيْف وَبَين يَدَيْهِ نطع وَرَأى عشرَة من قاتلي الْحُسَيْن مذبوحين بَين يَدَيْهِ ثمَّ لَعنه وسبه بتكثير سوادهم ثمَّ أكحله بمرود من دم الْحُسَيْن فَأصْبح أعمى وَأخرج أيضَاً أَن شخصا مِنْهُم علق فِي لبب فرسه رَأس الْعَبَّاس بن عَليّ فَرُئِيَ بعد أَيَّام وَوَجهه أَشد سوادَاً من القار فَقيل إِنَّك كنت أَنْضَرُ الْعَرَب وَجها فَقَالَ مَا مرت عَليّ لَيْلَة مذ حملت ذَلِك الرَّأْس إِلَّا وَاثْنَانِ يأخذان بضبعي ثمَّ ينهضان إِلَى نَار تؤجج فيدفعاني فِيهَا وَأَنا أنكص فتسفعني كَمَا ترى ثمَّ مَاتَ على أقبح حَالَة وَذكر الْبَارِزِيّ عَن الْمَنْصُور أَنه رأى رجلا بِالشَّام وَجهه وَجه خِنْزِير فَسَأَلَهُ فَقَالَ إِنَّه كَانَ يلعن عليا كل يَوْم ألف مرّة وَفِي كل جُمُعَة ربعَة آلَاف مرّة وَأَوْلَاده مَعَه فَرَأَيْت النَّبِي
وَذكر منامَاً طَويلا من جملَته أَن الْحسن شكاه إِلَيْهِ فلعنه ثمَّ بَصق فِي وَجهه فَصَارَ وَجهه وَجه خِنْزِير وَصَارَ آيَة للنَّاس وروى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَالتِّرْمِذِيّ عَن ابْن عمر أَنه سَأَلَهُ رجل عَن دم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute