كرم الله وَجهه يدْخل الحكم بن أبي الْعَاصِ آَخذَاً بأذنه وَلها زنمة حَتَّى أوقفهُ بَين يَدَيْهِ
فلعنه نَبِي الله ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ أجلسه نَاحيَة حَتَّى رَاح إِلَيْهِ قوم من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار ثمَّ دَعَاهُ فلعنه ثمَّ قَالَ إِن هَذَا سيخالف كتاب الله وَسنة نبيه وسيخرج من صلبه فتن يبلغ دخانها السَّمَاء فَقَالَ نَاس من الْقَوْم هُوَ أقل وأذل من ذَلِك فَقَالَ
بلَى وبعضكم يَوْمئِذٍ شيعته ثمَّ إِنَّه
نَفَاهُ إِلَى الطَّائِف وَلم يردهُ أَبُو بكر وَلَا عمر ورده عُثْمَان حِين ولي الْخلَافَة وَكَانَ رده أحد الْأُمُور الَّتِي نقمت عَلَيْهِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قلت وَقد ذكرت ذَلِك وَجَوَابه فِيمَا تقدم فِي تَرْجَمَة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَمن الْفِتَن الَّتِي وَقعت فِي زمن يزِيد قتل الْحُسَيْن ووقعة الْحرَّة وخراب الْمَدِينَة بعد الْحرَّة وَرمي الْكَعْبَة بالمنجنيق وَمِنْهَا فِي زمن بني مَرْوَان قتل ابْن الزبير وَهدم الْكَعْبَة بعد رميها بالمنجنيق أَيْضا وتولية الْحجَّاج وَأَنه قتل مائَة وَأَرْبَعَة وَعشْرين ألف نفس حَرَامًا صبرَاً سوى مَا قَتله فِي المحاربات وَوجد فِي حَبسه ثَمَانُون ألفا مِنْهُم ثَلَاثُونَ ألف امْرَأَة وَكَانَ حَبسه مبلطَاً لَا سقف لَهُ ليتأذوا بِالْحرِّ وَالْبرد وَكَانَ حَبسه من حَبسه ظلما صرفا وَهوى نفس حَتَّى إِنَّه وجد فِيهِ من حبس لبولة بالها فِي جنب سور وَاسِط الْبَلَد الَّتِي اختطَّها الْحجَّاج وَمِنْهَا قتل زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن وصلبه وإحراقه بالنَّار وَقتل وَلَده يحيى فِي زمانْهم وشربهم الْخمر وصلاتهم بِالنَّاسِ سكارى وَتَقْدِيم الْجَوَارِي فِي الْمِحْرَاب للصَّلَاة بِالنَّاسِ وَغير ذَلِك من أَنْوَاع القبائح بل نقل الْعَلامَة السُّيُوطِيّ فِي تَارِيخه للخلفاء أَن الْوَلِيد بن يزِيد عزم على الْحَج لأجل أَن يشرب الْخمر فَوق الْكَعْبَة فَقتل قبل أَن يبلغ مُرَاده وَعَن الْمسور بن مخرمَة قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف ألم يكن فِيمَا تَقْرَءُونَهُ قَاتلُوا فِي الله آخِره مرّة كَمَا قاتلتم أول مرّة قَالَ مَتى ذَاك قَالَ إِذا كَانَت بَنو أُميَّة الْأُمَرَاء وَبَنُو مَخْزُوم الوزراء رَوَاهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فَكَانَت