كَذَلِك وَكَانَ بفلسطين حسان بن مَالك بن بَحْدَل الْكَلْبِيّ عَامل مُعَاوِيَة وَابْنه وهواه فِي بني أُميَّة فَسَار إِلَى الْأُرْدُن واستخلف على فلسطين رَوح بن زنباع فَأخْرجهُ نائل ابْن قيس وَبَايع لِابْنِ الزبير وَبَايع أهل الْأُرْدُن حسان بن مَالك على أَن يجنبهم بيعَة خَالِد وَعبد الله ابْني يزدْ لصغرهما وَكتب حسان إِلَى الضَّحَّاك يعظم حق بني أُميَّة ويذم ابْن الزبير بالفتنة وخلع الْأَئِمَّة وَكتب مَعَ الرَّسُول نُسْخَة كِتَابه وَقَالَ إِن لم يقْرَأ الضَّحَّاك على النَّاس وَإِلَّا فاقرأ أَنْت هَذَا عَلَيْهِم فَلَمَّا دفع الْكتاب إِلَى الضَّحَّاك حَبسه وَصعد الْمِنْبَر فَلم يقرأه فَقَرَأَ الرَّسُول نسخته على النَّاس فاضطربوا بَين مُصدق لحسان ومكذب وتشاتموا ثمَّ سكتوا وَقضى الضَّحَّاك صَلَاة الْجُمُعَة وَدخل الْقصر ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد وَاخْتلف قبائل قيس وكلب قيس تَدْعُو لِابْنِ الزبير ونصرة الضَّحَّاك وكلب تَدْعُو إِلَى بني أُميَّة وهم أخوال عبد الله وخَالِد ابْني يزِيد فَاقْتَتلُوا ثمَّ افْتَرَقُوا من يومهم وَبعث الضَّحَّاك إِلَى بني أُميَّة يعْتَذر إِلَيْهِم ويواعدهم الِاجْتِمَاع بِحسان بن بَحْدَل بالجابية وَكَتَبُوا إِلَيْهِ جَمِيعًا بذلك وَسَارُوا نَحْو الْجَابِيَة ثمَّ ثناه ثَوْر بن معن السّلمِيّ عَن رَأْيه فِي ذَلِك خشيَة أَن يمِيل حسان إِلَى ابْن أختهم خَالِد بن يزِيد وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِالدُّعَاءِ لِابْنِ الزبير فَخرج الضَّحَّاك وَنزل بمَرج راهط وَاجْتمعَ بَنو أُميَّة وَحسان بالجابية وَأقَام يُصَلِّي بهم أَرْبَعِينَ يَوْمًا وهم يتشورون وَأَشَارَ مَالك بن هُبَيْرَة السكونِي على الْحصين بن نمير ببيعة خَالِد لِأَن أَبَاهُ يزِيد ابْن أختهم فَأبى حُصَيْن وَقَالَ تَأْتِينَا الْعَرَب بشيخ ونأتيها بصبي فَقَالَ مَالك وَالله لَئِن ولي مَرْوَان لتكونُن عَبِيدَاً لَهُ ولقومه فَإِنَّهُ أَبُو عشرَة وأخو عشرَة وَعم عشرَة ثمَّ قَامَ رَوح بن زنباع فَخَطب النَّاس وَذكر فضل ابْن عمر وسابقيته وَأَشَارَ إِلَى ضعفه ثمَّ ذكر ابْن الزبير وَأثْنى عَلَيْهِ بِأَبِيهِ وَأمه ثمَّ ذكر دُخُوله فِي الْفِتْنَة وَسَفك الدِّمَاء وشق الْعَصَا وخلع الْأَئِمَّة وَمثل هَذَا لَا يكون إمامَاً فَعَلَيْكُم بِمَرْوَان بن الحكم فَلَا يكون صدع إِلَّا شعبه وَلَا تعدلوا عَن الْكَبِير إِلَى الصَّغِير ثمَّ اجْتمع رَأْيهمْ على الْبيعَة لمروان ثمَّ لخَالِد بن يزِيد ثمَّ لعَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ على أَن إمرة دمشق لعَمْرو وإمرة حمص لخَالِد وَقَالَ حسان لخَالِد إِن النَّاس أَبوك لصغرك وَمَا أُرِيد لَا أهل بتك لَكِن فعلته نظرَاً لكم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute