ثمَّ بَايعُوا مَرْوَان أول ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَار النَّاس من الْجَابِيَة إِلَى الضَّحَّاك وَقد بعث النُّعْمَان بن بشير بحمص فأمده بشرحبيل بن ذِي الكلاع وأمده زفر بن الْحَارِث بِأَهْل قنسرين وَقَاتل ابْن قيس بِأَهْل فلسطين فَاجْتمع على مَرْوَان كلب وغسان والسكاسك والسكون وَجعل على ميمنته عَمْرو بن سعيد وعَلى ميسرته عبيد الله بن زِيَاد وثار على الضَّحَّاك بِدِمَشْق يزِيد بن أبي النمس الغساني وَكَانَ مختفيَاً بهَا فَأخْرج عَنْهَا عَامله وَبَايع لمروان وأمده بالأموال وَالرِّجَال وَالسِّلَاح واقتتل مَرْوَان وَالضَّحَّاك بمرج راهط عشْرين لَيْلَة وَانْهَزَمَ الضَّحَّاك وَقَتله دحْيَة بن عبد الله الْكَلْبِيّ وَقتل مَعَه فِي المعركة ثَمَانُون من أَشْرَاف أهل الشَّام واستحكمت قيس بِالْقَتْلِ وَكَانَت الْوَقْعَة آخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقيل فِي الْمحرم من سنة خمس وَآتى مَرْوَان بِرَأْس الضَّحَّاك فساءه وَبلغ خبر الْهَزِيمَة إِلَى النُّعْمَان بن بشير بحمص مَعَ الفَل فَخرج هَارِبا بأَهْله وبنيه فَخرج فِي طلبه عَمْرو بن الخلي الكلَاعِي فَقتله وَجَاء بِرَأْسِهِ وهرب زفر بن الْحَارِث من قنسرين فلحق بقرقيساء وَعَلَيْهَا عِيَاض الجرشِي كَانَ يزِيد ولاه فخدعه وغلبه عَلَيْهَا وتحصن بهَا وَاجْتمعت إِلَيْهِ قيس وهرب نائل بن قيس الجذامي عَن فلسطين وَلحق بِابْن الزبير بِمَكَّة وَاسْتعْمل مَرْوَان بعده على فلسطين رَوح بن زنباع واستوسق الشَّام لمروان وَتزَوج أم خَالِد بن يزِيد وَقيل إِن عبيد الله بن زِيَاد جَاءَ لبني أُميَّة بتدمر ومروان مجمع على الْمسير لِابْنِ الزبير فثناه عَن ذَلِك وَأخذ لَهُ الْبيعَة على بني أُميَّة وَأهل تدمر وَسَارُوا إِلَى الضَّحَّاك وهزموه فبمَا ملك مَرْوَان الشَّام سَار إِلَى مصر وَعَلَيْهَا عبد الرَّحْمَن بن جحدر الفِهري يَدْعُو لِابْنِ الزبير فَخرج للقائه وَبعث مَرْوَان عَمْرو بن سعيد فَخَالف عبد الرَّحْمَن إِلَى مصر فَرجع وانتقض أمره وَبَايع النَّاس مَرْوَان وَملك مصر وَرجع إِلَى دمشق فَبَلغهُ أَن مُصعب بن الزبير أقبل فِي الجيوش فَبعث إِلَيْهِ عَمْرو بن سعيد وَحَال بَينه وَبَين الشَّام وَانْهَزَمَ مُصعب وَرجع مَرْوَان إِلَى دمشق فاستقر بهَا وَبعث عبيد الله بن زِيَاد إِلَى الجزيرة وَإِذا فرغ مِنْهَا سَار إِلَى الْعرَاق وَبعث حُبَيْش بن