وَلما رَجَعَ عبد الْملك إِلَى الْكُوفَة وَدخل قصر الْإِمَارَة وضع الرَّأْس بَين يَدَيْهِ حدث الْمنْقري قَالَ حَدثنِي سُوَيْد بن سعيد قَالَ حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الْفَزارِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي مُسلم بن الْحَنَفِيّ كنت مَعَ عبد الْملك بن مَرْوَان حِين جِيءَ إِلَيْهِ بِرَأْس مُصعب بن الزبير فَرَأى عبد الْملك فِي اضطرابَاً فَسَأَلَنِي فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ دخلت هَذَا الْقصر يَعْنِي قصر الْإِمَارَة بِالْكُوفَةِ فَرَأَيْت رَأس الْحُسَيْن بَين يَديْ عبيد الله بن زِيَاد فِي هَذَا الْموضع ثمَّ دَخلته فرأيتُ رأسَ ابْن زِيَاد بَين يَدي الْمُخْتَار بن أَي عُبَيْدِ الثَّقَفِيّ ثمَّ دَخَلْتُهُ فَرَأَيْت رأسَ الْمُخْتَار بَين يَدي مُصعب بن الزبير وَهَذَا مصعبْ بَين يَديك فَوَثَبَ عبد الْملك متطيراً وَقَالَ لَا أَرَاك الله الْخَامِس وَأمر بهدم الْقصر حجرا حجرَاً ثمَّ دَعَا عبد الْملك جند الْعرَاق إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ وَسَار إِلَى الْكُوفَة فَأَقَامَ بالنخيلة أَرْبَعِينَ يَوْمًا وخطب النَّاس فوعده المحسن وتوعده الْمُسِيء وَطلب يحيى ابْن سعيد بن جَعْفَر وَكَانُوا أَخْوَاله فأحضروه وأمنه ثمَّ ولى أَخَاهُ بشر بن مَرْوَان على الْكُوفَة وَمُحَمّد بن نمير على همذان وَيزِيد بن وَرْقَاء بن رُوَيْم على الرّيّ وَلم يَفِ لَهُم بأصفهان كَمَا اشترطوا عَلَيْهِ وَكَانَ عبد الله بن يزِيد بن أَسد وَالِد خَالِد العشري وَيحيى بن مُصدق الْهَمدَانِي قد لحجأ إِلَى عَليّ بن عبيد الله بن عَبَّاس ولجأ هُذَيْل بن زفر بن الْحَارِث وَعَمْرو بن يزِيد الْحكمِي إِلَى خَالِد بن يزِيد فَأَمنَهُمْ عبد الْملك وصنع عَمْرو بن حُرَيْث