أنشدت من الشّعْر مَا بلغك وَبلغ غَيْرك وَلَكِن وَرب هَذِه البِنِية يُشِير إِلَى الْكَعْبَة مَا حللت إزَارِي على فرج حرَام قطّ حضر مجْلِس عبد الْملك يَوْمًا قوم من وُجُوه الْعَرَب فَقَالَ لَهُم عبد الْملك أَي المناديل أفضل فَقَالَ بَعضهم مناديل مصر كَأَنَّهَا غِرقِئُ الْبيض وَقَالَ بعض مناديل الْيمن كَأَنَّهَا أنوار الرّبيع فَقَالَ عبد الْملك مَا صَنَعْتُم شَيْئا أفضلهَا مَا قَالَه عَبدة بن الطَّبِيب حَيْثُ يَقُول // (من الْبَسِيط) //
(لَمَّا نزلْنَا ضربْنَا ظِلَّ أخبيةٍ ... وفَارَ بالغَلْيِ للقَوْمِ المراجيلُ)
(ورد وأشْقَر لَا يُؤْنيه طابخُهُ ... مَا قارَبَ النضْجَ مِنْهَا فَهُوَ مأكولُ)
(ثمَّ انثنينا عَلَى عُوجٍ مسوَّمةٍ ... أعرافُهُنَّ لأيدينا منَاديِلُ)
ثمَّ قَالَ وَمَا أطربني لقَوْل طفيل الْخَيل // (من الْبَسِيط) //
(إِنِّي وإنْ قَلَّ مَالِي لَا يُفَارِقُنِي ... مِثلُ النعامةِ فِي أوصالهَا طُولُ)
(تقريبُهَا المَرطَى والجَوْزُ معتدلٌ ... كَأَنَّهُ سبدٌ بالماءِ مغسُولُ)
(أَو ساهم الوجهِ لم تقطَعْ أباجلُهُ ... يُصَانُ وَهْوَ بيومِ الروعِ مبذولُ)
قلت وَفِي حفظي لِابْنِ المعتز فِي مثل هَذَا الْمَعْنى من وصف الْفرس مَا يعجب سَمَاعه وَيحسن فِي الطروس إيداعه قَوْله // (من الْكَامِل) //
(وَلَقَد وَطِئْتُ الغيثَ يَحْملُنِي ... طِرْفٌ كلونِ الصبحِ حينَ وقدْ)
(يمشِي ويعرضُ فِي العِنَانِ كَمَا ... صَدَفَ المعشَّقُ بالدَّلَالِ وصَدّ)
(طارَتْ بِهِ رجلٌ موقعةٌ ... رجَّامةٌ لحَصَى الطرقِ وَيَدْ ...
(وَكَأَنَّهُ مَوْجٌ يسيلُ إِذا ... أطلقتَهُ وَإِذا حبست جَمَدْ)
وَقَول زيد الْخَيل // (من الرمل) //
(يَا بني الصيداء رُدُّوا فَرَسي ... إنماُيصنَعُ هَذَا بالذَّلِيلِ)
(لَا تذيلوه فَإِنِّي لم أكُن ... يَا بني الصَّيْدَا لِمُهْرِي بالمُذِيلِ)
(عَوِّدُوهُ كَالَّذِي عَوَّدْتُهُ ... دلج الْليلِ وَإِيطَاء القَتِيلِ)
قيل وفدت عزة على عبد الْملك بن مَرْوَان فَلَمَّا دخلت سلَمَت فَرد عَلَيْهَا السَّلَام ورحب بهَا وَقَالَ مَا أقدمك يَا عزة قَالَت شدَّة الزَّمَان وَكَثْرَة الألوان