واحتباس الْقطر قَالَ هَل تروين لكثير // (من الطَّوِيل) //
(وَقَدْ زعَمتْ أنِّي تغيَّرْتُ بَعْدَمَا ... ومَنْ ذَا الَّذِي يَا عَزُّ لَا يتغَّيرُ)
قَالَت أَروِي لَهُ هَذَا وَلَكِنِّي أَروِي قَوْله فِي قصيدة لَهُ // (من الطَّوِيل) //
(كأَنِّي أُنَادِي صَخْرَةً حِينَ أَعْرَضَتْ ... مِنَ الصُّمِّ لَو تمشِي بهَا العُصْمُ زَلَّتِ)
قَالَ ماكنت لتصرين لى حَاجته أَو تهبين نَفسك لي فأزوجك مِنْهُ قَالَت الْأَمر إِلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كنت لأزهد فِي هَذَا الشّرف الْبَاقِي لي مَا دَامَت الدُّنْيَا أَن يكون أَمِير الْمُؤمنِينَ وليي فَعظم بذلك قدرهَا عِنْده وَأمر لَهَا بِمَال وَكتب إِلَى كثير وَهُوَ بِالْكُوفَةِ أَن اركب الْبَرِيد وَعجل فَإِنِّي مزوجك عزة وَأَتَاهُ الْكتاب وَهُوَ مضني من الشوق إِلَيْهَا فَرَحل وَأَقْبل نَحْوهَا فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق إِذا هُوَ بغراب على شَجَرَة بانة ينتف ريشه ويطايره وَكَانَ كثير شَدِيد الطيرَة فَلَمَّا رَآهُ تَطَير وهَم بالانصراف ثمَّ غَلبه شوقه فَمضى وَهُوَ مكروب لما رأى حَتَّى آتى مَاء لبني نهد فَإِذا هُوَ بِرَجُل يسْقِي إبِله فَنزل كثير عَن رَاحِلَته واستظل بشجرة هُنَاكَ فَأَبْصَرَهُ النَّهْدِيّ وَأَتَاهُ وَسَأَلَهُ عَن اسْمه وَنسبه فانتسب فرحبَ بِهِ فَأخْبرهُ كثير عَمَّا رأى فِي طَرِيقه فَقَالَ أما الْغُرَاب فغربة وَأما البانة فَبين وَأما نتف ريشه ففرقة فتطير من ذَلِك ومشَى حَتَّى دنا من دمشق فَإِذا بِجنَازَة فاستعبر وَقَالَ أسأَل الله خير مَا هُوَ كَائِن فَسَأَلَ عَن الْمَيِّت فَإِذا هِيَ عزة فَخر مغشياً عَلَيْهِ فعُرِفَ وصب عَلَيْهِ المَاء فَكَانَ مجهوده أَن بلغ الْقَبْر فَلَمَّا دفنت انكب على الْقَبْر وَهُوَ يَقُول // (من الطَّوِيل) //
(سِرَاجُ الدُّجَى صفْرُ الحَشَا مُنْتَهى المنى ... كَشَمْسِ الضحَى نَوَّامة حينَ أُصْبحُ)
(إِذا مامشتْ بَين البيوتِ تخزَّلت ... ومالَتْ كَمَا مَال النزيفُ المرنَّحُ)
(تعاَّقتُ عزا وهىَ رَود شبابها ... علاقَة حُبَّ كَاد بالقَلْبِ يرجحُ)
(أقولُ ونِضْوِى واقفٌ عِنْد رَمْسِها ... عليكِ سلامُ اللهِ والعَيْن تسفَحُ)
(فَهَلا فَدَاكِ الموتُ مَنْ أنتِ دونه ... ومَنْ هُوَ أسوا منكِ دلَاّ وأقبحُ)
(على أمَّ بكرٍ رحمةٌ وتحيَّةٌ ... لَهَا مِنْك والنائي يودُّ ينصحُ)
(منعمة لَو يدرج النمْلُ بَينهَا ... وَبَين حواشِي بردهَا كَادَ يجرحُ)
(وَمَا نظَرَتْ عَيْني إِلَى ذِي بشاشةٍ ... من الناسِ إِلَّا أنْتِ فِي العينِ أملحُ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute