للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ بَكَى حَتَّى غشي عَلَيْهِ فأفاق وَهُوَ يَقُول // (من الطَّوِيل) //

(مَا أَعْيفَ النَّهْدِيَّ لَا دَرَّ دَرُّهُ ... وأزجَرَهُ للطَّيْرِ لَا طَارَ طاءرُهْ)

(رأيتُ غراباً واقِعًا فَوْقَ بانَةٍ ... يُنَتّفُ أعلَى ريشِهِ ويطايرُهْ)

(فَقَالَ غرابٌ ذَا اغترابٌ من النوَى ... وبانَة بَيْن مِنْ حَبِيبٍ تُعَاشِرُهْ)

ثمَّ لم ير ضَاحِكا بعْدهَا حَتَّى أدْركهُ الْمَوْت انْتهى وَقيل كَانَ جوثة الضمرِي صديقا لعبد الْملك بن مَرْوَان ثمَّ خرج عَلَيْهِ مَعَ ابْن الزبير فَلَمَّا استأمن النَّاس قَالَ عبد الْملك لجوثة أكنتُ مُسْتَحقّا مِنْك أَن تعين ابْن الزبير على مَا بيني وَبَيْنك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تعجلن عَليّ حَتَّى تسمعَ عُذْري قَالَ هاته قَالَ هَل رَأَيْتنِي قطّ فِي حَرْب أَو سباق أَو نضال إِلَّا والفئة الَّتِي أَنا مَعهَا مغلوبة ومهزومة بِسوء بخْتِي وشؤمي وَإِنِّي خرجت مَعَ ابْن الزبير ليقل على رسمي فَضَحِك مِنْهُ عبد الْملك وَعَفا عَنهُ وَأحسن إِلَيْهِ وَقَالَ عبد الْملك كلكُمْ يرشح نَفسه لهَذَا الْأَمر يَعْنِي الْخلَافَة وَلَا يصلح لَهُ مِنْكُم إِلَّا من كَانَ لَهُ سيف مسلول وَمَال مبذول وَعدل تطمئِن إِلَيْهِ الْقُلُوب والعقول وَقَالَ لِابْنِهِ الْوَلِيد يَا بني اعْلَم أَنه لَيْسَ بَين السُّلْطَان وَبَين أَن يملك الرّعية أَو تملكه الرّعية إِلَّا حزم أَو توان واصطبح فِي يَوْم شَدِيد الْبرد فَدَعَا بِزَوْج سمور وعمامة خَز فلبسهما وَأمر بكَوَانِينِ النارِ فأضرم فِيهَا الفحم بَين يَدَيْهِ ثمَّ دَعَا بمُضَحِكٍ لَهُ يُدعَى أَبَا الزعيريرة فَقَالَ لَهُ عبد الْملك اخْرُج إِلَى الشتَاء فَقل لَهُ أرعد وأبرق كَيفَ شِئْت قد استعددنا لَك فَخرج إِلَى صحن الدَّار ثمَّ عَاد فَقَالَ قد أديتُ رسالتَكَ إِلَيْهِ فَقَالَ أمَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلَا سَبِيل إِلَيْهِ وَلَكِن وَالله لَأَضرِبَن ضبب أبي الزعيريرة ضربا يدْخلهُ فِي حِر أمه فَضَحِك مِنْهُ وَوَصله وخلع عَلَيْهِ من ثِيَابه وَكَانَ يَقُول خلَّتَانِ لَا تدعوهما إِن قدرتم تعلم الْعَرَبيَّة ولباس الثِّيَاب الفاخرة فَإِنَّهُمَا الزِّينَة والمروءة الظَّاهِرَة وَعَن عوَانَة قَالَ جرى بَين عُرْوَة بن الزبير وَبَين عبد الْملك بن مَرْوَان كَلَام أغْلظ لَهُ عُرْوَة فِيهِ وَكَانَ الْحجَّاج حَاضرا فَقَالَ لَهُ يَا ابْن العمياء أَتكَلّم أَمِير الْمُؤمنِينَ بِمثل هَذَا فَقَالَ لَهُ عُرْوَة وَمَا أَنْت وَذَاكَ يَا ابْن المتمنية فَضَحِك

<<  <  ج: ص:  >  >>