للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الْملك وَقَالَ للحجاج قد كنت غَنِيا عَن هَذَا وَإِنَّمَا أَرَادَ عُرْوَة أَن أم الْحجَّاج وَهِي الفارعة بنت همام قَالَت // (من الْبَسِيط) //

(هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى خَمرٍ فَأَشْرَبَها ... أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بنِ حَجَّاجِ)

وَكَانَ نصر بن الْحجَّاج هَذَا من أجمل أهل الْمَدِينَة قلت ذكرُوا أَن عمر بن الْخطاب خشِي من وُقُوع الْفِتْنَة بِهِ فنفاه من الْمَدِينَة بعد أَن حلق لمة كَانَت لَهُ فَفِيهِ يَقُول الشَّاعِر // (من الْخَفِيف) //

(حَلَقُوا رَأْسَهُ لِيَزْدَادَ قُبْحا ... غِيرَةٌ مِنْهُمُ عَلَيْهِ وشُحَّا)

(كَانَ صُبْحًا عَلَيْهِ لَيْلٌ بهيمٌ ... فَمَحَوْا لَيْلَهُ وأَبْقَوْهُ صُبْحَا)

وَعَن الْمَدَائِنِي جرى بَين عبد الْملك وَعَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ مُنَازعَة فَأَغْلَظ لَهُ عَمْرو فَقَالَ لَهُ خَالِد بن يزِيد يَا عَمْرو أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا يكلم بِمثل هَذَا فَقَالَ لَهُ عَمْرو اسْكُتْ فوَاللَّه لقد سلبوك ملكَكَ ونكَحُوا أمك فَمَا هَذَا النصح الموشح بغش أَنْت كَمَا قَالَ الشَّاعِر // (من الطَّوِيل) //

(كَمُرْضِعَةٍ أولادَ أُخْرَى وضيعَتْ ... بنيها فَلَم ترقع بذلك مَرْقَعَا)

وَقدم الْحجَّاج على عبد الْملك بن مَرْوَان فَمر بِخَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة وَعِنْده رجل من أهل الشَّام فَقَالَ الشَّامي لخَالِد من هَذَا يُشِير إِلَى الْحجَّاج فَقَالَ لَهُ خَالِد كَالْمُسْتَهْزِئِ هَذَا عَمْرو بن الْعَاصِ فَعدل إِلَيْهِ الْحجَّاج وَقَالَ إِنِّي وَالله مَا أَنا بِعَمْرو بن الْعَاصِ وَلَا ولدت عمرا وَلَا ولدني وَلَكِنِّي ابْن الغطاريف من ثَقِيف والعقائل من قُرَيْش وَلَقَد ضربت بسيفي هَذَا أكثَرَ من مائَة ألف كلهم يشْهد أَنَّك وأباك وَجدك من أهل النَّار ثمَّ لم أجد لذَلِك جَزَاء وَلَا شكرا وَانْصَرف عَنهُ وَهُوَ يَقُول عَمْرو بن الْعَاصِ عَمْرو بن الْعَاصِ وَكَانَ عبد الْملك إِذا دخل عَلَيْهِ رجل من أفق من الْآفَاق قَالَ لَهُ أعفني من أَربع وَقل بعْدهَا مَا شِئْت لَا تكذبني فَإِن المكذوب لَا رَأْي لَهُ وَلَا تجبني عَمَّا لم أَسأَلك فَإِن فِيمَا أَسأَلك غنية عَنهُ وَلَا تطرني فَإِنِّي أعلم بنفسي مِنْك وَلَا تحملنِي على الرّعية فَإِنِّي إِلَى الرِّفْق بهم أحْوج ذكر ابْن خلكان أَن عبد الْملك بن مَرْوَان لما عزم على الْخُرُوج لمحاربة

<<  <  ج: ص:  >  >>