للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُصعب بن الزبير ناشدته زَوجته عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة أَلا يخرج بِنَفسِهِ وَأَن يَسْتَنِيب غَيره وألحت عَلَيْهِ فِي الْمَسْأَلَة فَلَمَّا لم يسمع مِنْهَا بَكت وَبكى من حولهَا من جواريها وحشمها فَقَالَ عبد الْملك قَاتل الله كثيراًَ كَأَنَّهُ رأى موقفنا هَذَا حِين قَالَ // (من الطَّوِيل) //

(إِذا مَا أرَادَ الغزْوَ لم يَثْنِ هَمَّهُ ... حَصَانٌ عَلَيْهَا نَظْمُ دُرِّ يَزينُهَا)

(نهتْهُ فلمَّا لم تَرَ النَّهيَ عاقَهُ ... بكَتْ فبكَى مِمَّا شَجَّاهَا قَطِينُهَا)

ثمَّ عزم عليهل أَن تقصر وَخرج وروى جرير بن عبد الحميد لعبد الْملك // (من الطَّوِيل) //

(لَعَمْري لقد عُمِّرْتُ فِي الدهْرِ بُرْهَةً ... ودلنَتْ لِيَ الدُّنيا بِوَقْعِ البَوَاترِ)

(فَأضحَى الَّذِي قد كَانَ ممَّا يَسُرُّنِي ... كلمحٍ مَضَى فِي المزمناتِ الغوابرِ)

(فيا لَيْتَني لَمْ أَغْنَ فِي الْملك ساعةَ ... وَلم أَلْهُ فِي لذاتِ عيشٍ نواضِرِ)

(وكنتُ كذي طِمْرَيْنِ عاشَ ببُلْغَةٍ ... من الدَّهْرِ حتَّى زارَ ضَنْكَ المَقَابرِ)

وَعَن يحيى الغساني قَالَ كَانَ عبد الْملك كثيرا مَا يجلس إِلَى أم الدَّرْدَاء فِي مُؤخر الْمَسْجِد بِدِمَشْق فَقَالَت لَهُ مرّة بَلغنِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنَّك شربت الطلا بعد النّسك وَالْعِبَادَة فَقَالَ إِي وَالله والدماء وَقَالَ عَليّ بن مُحَمَّد لما أيقَنَ عبد الْملك بِالْمَوْتِ دَعَا مَوْلَاهُ أَبَا علاقَة فَقَالَ وَالله لَوَدِدْت أَنِّي كنت مُنْذُ ولدت يومي هَذَا جمالَا وَلم يكن لَهُ من الْبَنَات إِلَّا وَاحِدَة وَهِي فَاطِمَة وَكَانَ قد أَعْطَاهَا قرطي مَارِيَة والدرة الْيَتِيمَة وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي لم أخلف شَيْئا أهم إِلَيّ مِنْهَا فاحفظها فَتَزَوجهَا عمر بن عبد الْعَزِيز ثمَّ أوصى بنيه بتقوى الله ونهاهم عَن الْفرْقَة وَالِاخْتِلَاف وَقَالَ انْظُرُوا مسلمة وأصدروا عَن رَأْيه يَعْنِي أَخَاهُم فَإِنَّهُ مجنكم الَّذِي تجتنون بِهِ ونابكم الَّذِي عَنهُ تفترون وَكُونُوا بني أم بررة وَكُونُوا فِي الْحَرْب أَحْرَار واحلولوا فِي مرَارَة ولينوا فِي شدَّة وَكُونُوا كَمَا قَالَ ابْن عبد الْأَعْلَى الشَّيْبَانِيّ // (من الْكَامِل) //

(إنَّ القِدَاحَ إِذا اجتمعْنَ فَرَامَهَا ... بالكَسْرِ ذُو حَنَقٍ وبطْشٍ أَيِّدِ)

(عَزَّتْ فَلم تُكْسَرْ وإنْ هِيَ بُدِّدَتْ ... فالكَسْرُ والتوْهِينُ للمتبدِّدِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>