يَا وَلَدي اتَّقِ الله فِيمَا أخلفك فِيهِ واحفظ وصيتي وَخذ بأَمْري وَانْظُر أخي مُعَاوِيَة فَإِنَّهُ ابْن أُمِّي وَقد ابتلى فِي عقله بِمَا علمتَ ولولاك لآثرته بالخلافة فصل رَحمَه واحفظني فِيهِ وَانْظُر أخي مُحَمَّد بن مَرْوَان فأقره على الجزيرة وَلَا تعزله وَانْظُر أَخَاك عبد الله فَلَا تؤاخذه وأقرره على عمله بِمصْر وَانْظُر الْحجَّاج فَأكْرمه فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي وطأ لكم المنابر وَهُوَ سَيْفك يَا وليد ويدك على من ناوأك فَلَا تسمعن فِيهِ قَول أحد وَأَنت إِلَيْهِ أحْوج مِنْهُ إِلَيْك ثمَّ تمثل // (من الوافر) //
(فَهَلْ مِنْ خالدٍ إمَّا هَلَكْنا ... وهَلْ بالمَوْتِ يَا للناسِ عارُ)
وِلَادَته فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين من الْهِجْرَة وجلوسه فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ مدَّته إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة وشهران وَفَاته يَوْم الْخَمِيس نصف شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عمره إِحْدَى وَسِتُّونَ سنة خلف سَبْعَة عشر ذكرا وَأُنْثَى وَاحِدَة ولي الْخلَافَة مِنْهُم أَرْبَعَة الْوَلِيد وَسليمَان وَهِشَام وَيزِيد وَكَانَ مِنْهُم ولد اسْمه مُعَاوِيَة مَشْهُورا بالعِي والبلادة طَار يَوْمًا باز من يَده فَقَالَ أغلقوا أَبْوَاب الْمَدِينَة حَتَّى لَا يخرج الْبَازِي ووقف يَوْمًا على بَاب طحان فَنظر إِلَى حمَار لَهُ يَدُور بالرحى وَفِي عُنُقه جلجل فَقَالَ للطحان لم جعلت هَذَا الجلجل فِي عنق هَذَا الْحمار فَقَالَ الطَّحَّان رُبمَا أدركتني سآمة أَو نمت فَإِذا لم أسمع الجلجل علمت أَنه وَاقِف فَصحت عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَرَأَيْت إِن وقف الْحمار وحرك رَأسه بالجلجل فَقَالَ الطَّحَّان من لي بِحِمَار يكون عقله مثل عقل ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ وَكَانَ أَبوهُ عبد الْملك منع أَن يمشي أحد بِاللَّيْلِ بعد الْعشَاء الْأَخِيرَة فَخرج ذَات لَيْلَة مَعَ الشَّرْط يَدُور فِي الطّرق فوجدوا رجلَا فَلَمَّا رَآهُمْ الرجل قعد على رَوْث فرس فَقَالُوا لَهُ لم خرجتَ قَالَ خرجت لأقضي الْحَاجة فتلوه من يَده فَإِذا تَحْتَهُ رَوْث فرس فَقَالُوا لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ لَا عَلَيْكُم أَلا تبحثوا عَن ذَلِك يخرى كل إِنْسَان مَا أَرَادَ فَقَالَ مُعَاوِيَة ابْن عبد الْملك صدق وَالله فأطلقوه بعد أَن استغبروا ضحكاً وَكَانَ عبد الْملك يروم خلع أَخِيه عبد الْعَزِيز من ولَايَة الْعَهْد الَّذِي كَانَ عَهده أَبوهُ مَرْوَان لعبد الْملك بن مَرْوَان ثمَّ من بعده لِأَخِيهِ عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان والبيعة لِابْنِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute