قَالَ فِي خريدة الْعَجَائِب وَفِي محرابه عمودان صغيران من المرمر الْأَخْضَر حصله من عرش بلقيس الملكة ابْنة الهدهاد زَوْجَة سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام وَجعل فِي الْمَسْجِد طاقات على عدد أَيَّام السّنة تدخل الشَّمْس فِي كل يَوْم من طاق من تِلْكَ الطاقات وَكَانَت فِيهِ سِتّمائَة سلسلة من ذهب للقناديل وَمَا زَالَت إِلَى أَيَّام عمر بن عبد الْعَزِيز بعد سُلَيْمَان بن عبد الْملك فَجَعلهَا فِي بَيت المَال وَاتخذ عوضهَا صفراً وحديداً قَالَ الذَّهَبِيّ قَالَ ضَمرَة عَن عَليّ بن أبي عبلة سمع عبد الله بن عبد الْملك ابْن مَرْوَان قَالَ قَالَ لي الْوَلِيد كَيفَ أَنْت وَالْقُرْآن قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أختمه فِي كل جُمُعَة قلت فَأَنت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ وَكَيف مَعَ الِاشْتِغَال قلت على ذَلِك قَالَ فِي كل ثَلَاث قَالَ عَليّ فَذكرت ذَلِك لإِبْرَاهِيم بن أبي عبلة فَقَالَ كَانَ يخْتم فِي رَمَضَان سبع عشرَة ختمة وَقَالَ ضَمرَة سَمِعت إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة يَقُول رحم الله الْوَلِيد وَأَيْنَ مثل الْوَلِيد فتح الْهِنْد والسند والأندلس وَغَيرهَا وَبنى مَسْجِد النَّبِي
ووسعه وَبني مَسْجِد دمشق وَكَانَ يعطيني قصاع الْفضة أقسمها على قَرَأَ بَيت الْمُقَدّس غَرِيبَة قَالَ عَمْرو بن عبد الْوَاحِد الدِّمَشْقِي عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر عَن أَبِيه قَالَ خرج الْوَلِيد بن عبد الْملك من الْبَاب الْأَصْغَر فَوجدَ رجلا عِنْد الْحَائِط عِنْد المئذنة الشرقية يَأْكُل وَحده فجَاء حَتَّى وقف على رَأسه فَإِذا هُوَ يَأْكُل خبزَاً وتراباً فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد مَا شَأْنك انْفَرَدت عَن النَّاس قَالَ أَحْبَبْت الْوحدَة قَالَ فَمَا حملك على أكل التُّرَاب أما فِي بَيت مَال الْمُسلمين مَا يجْرِي عَلَيْك قَالَ بلَى وَلَكِن رَأَيْت القنوع قَالَ فَرجع الْوَلِيد إِلَى مَجْلِسه ثمَّ أحضرهُ فَقَالَ إِن لَك لخبرا لختبرني بِهِ وَإِلَّا ضربت عُنُقك قَالَ نعم كنت جمالا وَمَعِي ثَلَاثَة أجمال موقرة طَعَاما حَتَّى أتيت مرج الصفر فَقَعَدت فِي خربة أبول فَرَأَيْت الْبَوْل ينصب فِي شقّ فَأَتْبَعته حَتَّى كشفته فَإِذا غطاء على حفير فَنزلت فَإِذا مَال صبيب