بكلامهم قَالَ فَسَمعَهَا الْوَلِيد فَقَامَ من سَاعَته وَجمع أَصْحَاب النَّحْو وَجلسَ مَعَهم فِي بَيت وطبق عَلَيْهِ سِتَّة أشهر ثمَّ خرج وَهُوَ أَجْهَل مِمَّا كَانَ فَقَالَ عبد الْملك أما إِنَّه قد أعذر كَذَا قَالَه الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي الدول وروى سعيد بن عَامر الضبعِي عَن كثير أبي الْفضل الطفَاوِي قَالَ شهِدت الْوَلِيد بن عبد الْملك صلى الْجُمُعَة وَالشَّمْس على الشّرف ثمَّ صلى الْعَصْر وَبَنُو أُميَّة معروفون بِتَأْخِير الصَّلَوَات عَن أول أَوْقَاتهَا قَالَ فِي مسامرة الْأَخْبَار قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي حَدثنَا أَبُو عِكْرِمَة الضَّبِّيّ أَن الْوَلِيد بن عبد الْملك قَرَأَ على الْمِنْبَر {يَا ليتَهَا كانتِ القَاضِيَةَ} الحاقة ٢٧ وَضم التَّاء وَتَحْت الْمِنْبَر عمر بن عبد الْعَزِيز وَسليمَان بن عبد الْملك أَخُوهُ فَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز وددتها وَالله عَلَيْك وَعَن أبي الزِّنَاد قَالَ كَانَ الْوَلِيد لحانا كَأَنِّي اسْمَعْهُ على مِنْبَر النَّبِي
يَقُول يَا أهل الدينة وَكَانَ الْوَلِيد جباراً ظالمَاً لكنه أَقَامَ الْجِهَاد فِي أَيَّامه وَفتحت فِي خِلَافَته فتوحات عَظِيمَة وَكَانَ يختن الْأَيْتَام ويرتب لَهُم المؤدبين ويرتب للزمنَى من يخدمهم وللأضراء من يقودهم من رَقِيق بَيت مَال وَعمر مَسْجده عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام ووسَعه وَكَانَ يبر حَملَة الْقُرْآن وَيَقْضِي دُيُونهم وَبنى الْجَامِع الْأمَوِي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ قَالَ الْعَلامَة مُحَمَّد بن مصطفى الشهير بكاتي فِي تَارِيخه بغية الخاطر إِن الْوَلِيد بنى بِدِمَشْق الْجَامِع الْمَشْهُور بِجَامِع بني أُميَّة وَشرع فِي بنائِهِ أَوَاخِر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَحين شرع احضر العملة من كل جِهَة وعدتهم اثْنَا عشر ألف رجل وَأنْفق فِي عِمَارَته أَرْبَعمِائَة صندوق فِي كل صندوق من الذَّهَب الْعين ثَمَانِيَة وَعشْرين ألف دِينَار ذَهَبا أَحْمَر وامتد بِنَاؤُه عشر سِنِين وَفِيه عَمُود من المرمر يمِيل إِلَى الْحمرَة اشْتَرَاهُ بِأَلف وَخَمْسمِائة دِينَار