للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يَنْبَغِي لأحد من بعدِي} ص ٣٥ فَكَانَ ذَلِك ثمَّ اضمحل فَكَأَن لم يكن يأيها الرجل وكلكم ذَلِك الرجل كَأَنِّي بِكُل حَيّ ميت وَبِكُل رطب يَابِس وكل امْرِئ فِي ثِيَاب طهُور إِلَى بَيت حفرته فحد لَهُ فِي الأَرْض خَمْسَة أَذْرع طولَا فِي ذراعين عرضا فَأكلت الدُّود لَحْمه ومصت من صديده وَدَمه قَالَ مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر كَانَ عمر بن عبد الْعَزِيز يبغضُ الْحجَّاج فَنَفْس عَلَيْهِ بِكَلِمَة قَالَهَا عِنْد الْمَوْت اللَّهُمَّ اغْفِر لي فَإِنَّهُم يَزْعمُونَ أَنَّك لَا تفعل وَقَالَ الْأَصْمَعِي أَنشَدَ الْحجَّاج لما احْتضرَ من // (الْبَسِيط) //

(يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأَعْداءُ وَاجْتَهَدُوا ... بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكنِي النارِ)

(أيحلفُونَ علَى عمياءَ وَيْحَهُمُ ... مَا عِلْمُهُمْ بعظيمِ العَفْوِ غَفَّارِ)

فَأخْبر الْحسن بذلك فَقَالَ إِن نجا فبهما وروى أَن الْحسن حِين أخبر بِمَوْت الْحجَّاج سجد شكرا لله وَقَالَ ابْن سِيرِين إِنِّي لأرجو للحجاج مَا أَرْجُو لأهل لَا إِلَه إِلَّا الله فَبلغ قَوْله الْحسن يَعْنِي الْبَصْرِيّ فَقَالَ أما وَالله ليخلقن الله رَجَاءَهُ فِيهِ قَالَ ابْن شَوْذَب عَن أَشْعَث الْحدانِي قَالَ رَأَيْت الْحجَّاج فِي مَنَامِي بِحَال سَيِّئَة فَقلت لَهُ مَا صنع الله بك قَالَ مَا قتلت أحدا قتلة إِلَّا قتلني بهَا قتلة مَا عدا سعيد بن جُبَير فَإِنِّي قتلت بِهِ سبعين قتلة قلت ثمَّ مَه قَالَ ثمَّ أَمر بِي إِلَى النَّار قلت ثمَّ مَه قَالَ ثمَّ أَرْجُو مَا يَرْجُو أهل لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ ابْن خلكان مَاتَ بواسط وعَفي قَبره وأجرى عَلَيْهِ المَاء قَالَ الْعَلامَة الذَّهَبِيّ وَعِنْدِي مُجَلد فِي أَخْبَار الْحجَّاج فِيهِ عجائب لَكِن لَا أعرفُ صِحَّتهَا توفّي سنة خمس وَتِسْعين قبل موت الْوَلِيد بِسنة وَلما حضْرته الْوَفَاة اسْتخْلف

<<  <  ج: ص:  >  >>