للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِذا صليت الظّهْر رددت الْمَظَالِم فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من أَيْن لَك أَن تعيش إِلَى الظّهْر فَقَالَ ادن مني فَدَنَا مِنْهُ فَقبل بَين عَيْنَيْهِ وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أخرج من ظَهْري من يُعِيننِي على ديني فَخرج وَلم يقل فَأمر منادياً أَن يُنَادي أَلا من كَانَت لَهُ مظْلمَة فليرفعها فَتقدم إِلَيْهِ ذمِّي من أهل حمص فَقَالَ أَسأَلك كتاب الله قَالَ وَمَا ذَاك قَالَ إِن الْعَبَّاس بن الْوَلِيد اغتصبني أرضي وَالْعَبَّاس جَالس فَقَالَ عمر مَا تَقول يَا عَبَّاس قَالَ إِن الْوَلِيد أقطعني إِيَّاهَا هَذَا كِتَابه فَقَالَ عمر مَا تَقول يَا ذمِّي قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَسأَلك كتاب الله فَقَالَ عمر كتاب الله أَحَق أَن يتبع من كتاب الْوَلِيد ارْدُدْ عَلَيْهِ أرضه يَا عَبَّاس فَردهَا عَلَيْهِ ثمَّ جعل لَا يدع شَيْئا مِمَّا كَانَ فِي يَد أهل بَيته من الْمَظَالِم إِلَّا رَدَها مظْلمَة مظْلمَة فَلَمَّا بلغ الْخَوَارِج سيرة عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَمَا رد من الْمَظَالِم اجْتَمعُوا وَقَالُوا مَا يَنْبَغِي لنا أَن نُقَاتِل هَذَا الرجل وَلما بلغ عمر بن الْوَلِيد رد الضَّيْعَة على الذِّمِّيّ كتب إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز كتابا فِيهِ إِنَّك قد أزريت على من كَانَ قبلك من الْخُلَفَاء وعبت عَلَيْهِم فعلهم وسرت بِغَيْر سيرتهم بغضاً لَهُم وشيناً لمن بعدهمْ من أَوْلَادهم قطعت مَا أَمر الله بِهِ أَن يُوصل إِذْ عَمَدت إِلَى أَمْوَال قُرَيْش ومواريثهم وأدخلتها بَيت المَال جوراً وعدواناً وَلنْ تتْرك على هَذَا الْحَال وَالسَّلَام فَلَمَّا قَرَأَ عمر بن عبد الْعَزِيز كتاب عمر بن الْوَلِيد كتب إِلَيْهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من عبد الله عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى عمر بن الْوَلِيد السَّلَام على الْمُرْسلين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين أما بعد فقد بَلغنِي كتابك أما أول شَأْنك يَا ابْن الْوَلِيد فأمك بنانة أمة السّكُون كَانَت تَطوف فِي سوق حمص وَتدْخل فِي حوانيتها ثمَّ الله أعلم بهَا ثمَّ اشْتَرَاهَا ذبيان من بَيت مَال الْمُسلمين فأهداها لأَبِيك فَحملت بك فبئس الْمَوْلُود أَنْت ثمَّ نشأت فَكنت جباراً عنيداً تزْعم أَنِّي من الظَّالِمين إِذْ حرمتك وَأهل بَيْتك مَال الله الَّذِي فِيهِ حق الْقَرَابَة وَالْمَسَاكِين والأرامل وَإِن أَظْلَمَ مني وأترك لعهد الله مَن استعملك صَبيا سَفِيها على جند الْمُسلمين تحكم فيهم

<<  <  ج: ص:  >  >>