بِالنَّاسِ إِلَّا هِيَ فَلبِست ثِيَابه وصلت بِالْمُسْلِمين وَهِي جنب سكرَى وَقيل إِنَّه صنع بركَة فملأها خمرًا وَكَانَ إِذا طرب ألْقى نَفسه فِيهَا وَيشْرب مِنْهَا حَتَّى يظْهر النَّقْص فِي أطرافها وَحكى الْمَاوَرْدِيّ فِي كتاب أدب الدّين وَالدُّنْيَا عَنهُ أَنه تفاءل ذَات يَوْم فِي الْمُصحف فَخرج لَهُ قَوْله تَعَالَى {وَاَسْتَفتحوُا وخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنيد} إِبْرَاهِيم ١٥ فَأمر بالمصحف فنصب ورماه بِالسِّهَامِ حَتَّى مزقه وَهُوَ يَقُول // (من الوافر) //
(أتَوعِدُ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ... فَها أنَا ذَاكَ جبارٌ عنِيدُ)
(إِذا مَا جِئْتَ ربَّكَ يَوْم حشْرٍ ... فقُلْ يَا ربِّ مَرَّقَّنِي الوَلِيدُ)
وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث يكون فِي هَذِه الْأمة رجل يُقَال لَهُ الْوَلِيد هُوَ شَرّ من فِرْعَوْن فتأوله الْعلمَاء بالوليد بن يزِيد هَذَا فخلعه أهل دمشق لما ذكر وَقَتله يزِيد ابْن عَمه الْوَلِيد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَكَانَت خِلَافَته سنة وَاحِدَة قَالَ الْعَلامَة ابْن خلدون وَلَقَد ساءت الْمقَالة فِيهِ كثيرا وَكثير من النَّاس نفروا عَنهُ ذَلِك وَقَالُوا إِنَّهَا شناعات الْأَعْدَاء ألصقوها بِهِ قَالَ الْمَدَائِنِي دخل ابْنه المعمر بن يزِيد على الرشيد هَارُون فسألة مِمَّن أَنْت فَقَالَ من قريشٍ فَقَالَ الرشيد من أَيهَا فَسكت ووجم فَقَالَ لَهُ الرشيد قل وَأَنت آمن وَلَو أَنَّك مَرْوَان فَقَالَ أَنا المعمر بن يزِيد فَقَالَ رحم الله عمك وَلعن يزِيد النَّاقِص فَإِنَّهُ قتل خَليفَة هُوَ مجمع عَلَيْهِ ارْفَعْ حوائجك فَرَفعهَا إِلَيْهِ وقضاها وَقَالَ شبيب بن شيبَة كُنَّا جُلُوسًا عِنْد الْمهْدي وَذكر الْوَلِيد فَقَالَ الْمهْدي كَانَ زنديقا فَقَامَ ابْن علائة الْفَقِيه فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الله تَعَالَى أعدل من أَن يولي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute