للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالحمار أَيْضا لِأَنَّهُ كَانَ لَا يجِف لَهُ لبد فِي محاربة الخارجين عَلَيْهِ كَانَ يصل السّري بالسري ويصبر على مكاره الْحَرْب وَيُقَال فِي الْمثل فلَان أَصْبِر من حمَار أَو لِأَن الْعَرَب تُسَمى كل مائَة سنة حمارا فَلَمَّا قَارب ملك بني أُميَّة فِي زَمَنه مائَة سنة لقبوه بالحمار قَالَ مَرْوَان وَا لهفتاه على دولة مَا نصرت وكف مَا ظَفرت ونعمة مَا شكرت فَقَالَ لَهُ خادمه وَكَانَ من أَوْلَاد عُظَمَاء النَّصَارَى من أهمل الصَّغِير حَتَّى يكبر والقليل حَتَّى يكثر والخفي حَتَّى يظْهر أَصَابَهُ مثل هَذَا مُدَّة خِلَافَته خمس سِنِين وَعشرَة أشهر وعمره خَمْسُونَ سنة وَقيل سبع وَخَمْسُونَ وَقيل ثَمَان وَقيل سِتُّونَ وَفِي روض الْأَخْبَار ذهبنت الدولة من بني أُميَّة فِي عهد ثَلَاثَة من الرِّجَال مَرْوَان ابْن مُحَمَّد وَصَاحب عسكره يزِيد بن عمر بن هُبَيْرَة وَكَانَ خَطِيبًا شجاعاً يضْرب بشجاعته الْمثل ووزيره وكاتبه عبد الحميد وَكَانَ يُقَال بدئت الْكِتَابَة بِعَبْد الحميد وختمت بِابْن العميد قَالَ المطرزي فِي شَرحه على المقامات الحريرية كَانَ لمروان عبد الحميد كَاتبا والبعلبكي مُؤذنًا وسلامة الْحَادِي حاديَاً فأحضروا إِلَى السفاح بعد قتل مَرْوَان فَقَالَ سَلامَة الْحَادِي استبقني يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنِّي أحسن الحداء قَالَ وَمَا بلغ من حدائك قَالَ تعمد إِلَى إبل ظمئت ثَلَاثًا ثمَّ توردها فَإِذا بدأت تشرب رفعت صوتي بالحداء فَترفع رءوسها وَتَدَع الشّرْب ثمَّ لَا تشرب حَتَّى أسكت فَأمر بِإِبِل ظماء فَقرب مِنْهَا المَاء ثمَّ حدا فَرفعت رءوسها فَلم تزل رَافِعَة حَتَّى سكت من حدائه فاستبقاه وَأَجَازَهُ ثمَّ قَالَ البعلبكي إِنِّي مُؤذن مُنْقَطع النظير قَالَ وَمَا بلغ من أذانك فَقَالَ تَأمر جَارِيَة فَتقدم لَك طستاً وَتَأْخُذ إبريقاً بِيَدِهَا وأشرع فِي الْأَذَان فتدهش وَيذْهب عقلهَا حتّى تلقَي الإبريق من يَدهَا وَهِي لَا تعلم فَأمر بذلك فَوَجَدَهُ صَحِيحا فاستبقاه وَأَجَازَهُ وَقَالَ عبد الحميد استبقني يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنِّي فريد الدَّهْر غي الْكِتَابَة والبلاغة فَقَالَ مَا اْعرفني بك فَأَنت الَّذِي فعلت بِنَا الأفاعيل وعملت بِنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>