عَن الْمَوْسِم تقدم ولقيه الْخَبَر بوفاةَ السفاح قبل الْمَنْصُور فَبعث إِلَى أبي جَعْفَر يعزيه وَلم يهنئه بالخلافة وَلَا رَجَعَ إِلَيْهِ وَلَا انتظره فَغَضب أَبُو جَعْفَر وَكتب إِلَيْهِ وَأَغْلظ فِي العتاب فَكتب إِلَيْهِ يهنئه بالخلافة وَتقدم إِلَى الأنبار قبل أبي جَعْفَر ودعا عِيسَى بن مُوسَى أَن يُبَايع لَهُ فَأبى عِيسَى لِأَن عَهده إِنَّمَا هُوَ بعد موت الْمَنْصُور فَأَرَادَ أَبُو مُسلم رفع الْخلَافَة عَن أبي جَعْفَر إِلَى عِيسَى فَامْتنعَ عَسى وَقدم أَبُو جَعْفَر وَقد كَانَ عَم الْمَنْصُور عبد اللِّه بن عَليّ الَّذِي كَانَ تولى قتال مَرْوَان ابْن مُحَمَّد خلع طَاعَة الْمَنْصُور وَبَايع لنَفسِهِ وَقَالَ إِن السفاح حِين أَرَادَ أَن يبْعَث الْجنُود إِلَى مَرْوَان بن مُحَمَّد تكاسل عَنهُ بَنو أَبِيه فَقَالَ لَهُم من انتدب مِنْكُم فَهُوَ ولي عهدي فَلم ينتدب غَيْرِي وسرت إِلَى مَرْوَان بن مُحَمَّد وَشهد لَهُ أَبُو حَاتِم الطَّائِي وخفاف المروروذي وَغَيرهمَا من القواد وَبَايَعُوهُ وَكَانَ قد ظفر من أَمْوَال بني أُميَّة بِمَا لَا يحصَى من ذخائر وَبِمَا لَا يستقصى فسرح أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور أَبَا مُسلم الْخُرَاسَانِي إِلَى قتال عَمه عبد الله بن عَليّ الْمَذْكُور فَهَزَمَهُ وَجمع الْغَنَائِم من عسكره فَبعث أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور مَوْلَاهُ أَبَا الخصيب لجمعها فَغَضب أَبُو مُسلم وَقَالَ أَنا أَمِين على الدُّعَاء فَكيف أخون الْأَمْوَال وهم بقتل أبي الخصيب ثمَّ خلى عَنهُ وخَشِيَ الْمَنْصُور أَن يمْضِي أَبُو مُسلم إِلَى خُرَاسَان فَكتب لَهُ بِولَايَة الشَّام فازداد نفاراً وَخرج من الجزيرة يُرِيد خُرَاسَان وَسَار أَبُو جَعْفَر إِلَى الْمَدَائِن وَكتب إِلَى أبي مُسلم يستقدمه فَأَجَابَهُ بالامتناع والتمسك بِالطَّاعَةِ عَن بُعدٍ والتهديد بِالْخلْعِ إِن طلب سوى ذَلِك فَبَقيَ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور حائراً بعد أَن هَم بقتْله بَين الاستبداد بِرَأْيهِ فِي أَمر أبي مُسلم وَبَين الاستشارة فِيهِ فَقَالَ يَوْمًا لسلم بن قُتَيْبَة مَا ترى فِي أبي مُسلم فَقَالَ ابْن قُتَيْبَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو كَانَ فيهمَا آلِهَة إِلَّا الله لفسدتا فَقَالَ الْمَنْصُور حَسبك يَابْنَ قُتَيْبَة لقد أودعتها أذنا وَاعِيَة ثمَّ كتب الْمَنْصُور إِلَى أبي مُسلم يُنكر عَلَيْهِ هَذَا الشَّرْط وَأَنه لَا يحسن مَعَه طَاعَة وَبعث إِلَى عِيسَى بن مُوسَى برسالة يؤانسه وَقيل بل كتب إِلَيْهِ أَبُو مُسلم يعرض لَهُ بِالْخلْعِ وَأَنه تَابَ إِلَى الله مِمَّا جناه من الْقيام بدعوتهم وَأخذ أَبُو مُسلم طَرِيق حلوان وَأمر الْمَنْصُور ابْن عَمه عِيسَى بن مُوسَى فِي مشيخة بني هَاشم بِكِتَاب إِلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute