للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي مُسلم يحرضونَهُ على التَّمَسُّك بِالطَّاعَةِ ويحذرونه عَاقِبَة الْبَغي ويأمروته بِالرُّجُوعِ وَبعث الْكتاب مَعَ مَوْلَاهُ حميد المروروذي وَأمره بملاينته والخشوع لَهُ بالْقَوْل حَتَّى ييأس مِنْهُ فَإِذا يئس من مُوَافَقَته يُخبرهُ بقسم أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا وكلت أَمرك إِلَى غَيْرِي وَلَو خضت الْبَحْر لخضته وَرَاءَك وَلَو اقتحمت النَّار لاقتحمتها حَتَّى أَقْتلك أَو أَمُوت فأوصل حميد الْكتب وتلطف لَهُ فِي القَوْل مُؤمنا واحتجَ عَلَيْهِ بِمَا كَانَ مِنْهُ فِي التحريض على طاعتهم فَاسْتَشَارَ أَبُو مُسلم مَالك بن الْهَيْثَم فَأبى لَهُ من الإصغاء إِلَى القَوْل وَقَالَ وَالله لَئِن أَتَيْته ليقتلنك ثمَّ بعث أَبُو مُسلم إِلَى ميزك صَاحب الرّيّ يستشيره فَأبى لَهُ من ذَلِك وَأَشَارَ عَلَيْهِ بنزول الرّيّ وخراسان من وَرَائه ليَكُون أمكن لسلطانه فَأجَاب أَبُو مُسلم حميدَاً رَسُول أبي جَعْفَر بالامتناع فَلَمَّا يئس حميد مِنْهُ أبلغه مقَالَة الْمَنْصُور فَوَجَمَ طَويلا ورعب من ذَلِك القَوْل وأكبره وَكَانَ الْمَنْصُور قد كتب إِلَى عَامل أبي مُسلم بخراسان يرغبه فِي الانحراف عَنهُ بِولَايَة خُرَاسَان فَأجَاب سرا وَكتب إِلَى أَبُو مُسلم بخراسان يحذرهُ الْخلاف وَالْمَعْصِيَة فزاده على ذَلِك رعْبًا وَقَالَ لحميد قبل انْصِرَافه قد كنت عزمت على الْمُضِيّ إِلَى خُرَاسَان ثمَّ رَأَيْت أَن أوجه أَبَا إِسْحَاق إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ يأتيني بِرَأْيهِ فَإِنِّي أَثِق بِهِ فَبعث بِهِ إِلَى الْمَنْصُور فَلَمَّا قدم أَبُو إِسْحَاق تَلقاهُ بَنو هَاشم وَأهل الدولة بِكُل مَا يحب وداخله الْمَنْصُور فِي صرف أبي مُسلم عَن وجهة خُرَاسَان ووعده بولايتها فَرجع أَبُو إِسْحَاق إِلَى أبي مُسلم وَأَشَارَ عَلَيْهِ بلقاء الْمَنْصُور فاعتزم على ذَلِك واستخلف مَالك بن الْهَيْثَم بعسكره بحلوان وَقدم الْمَدَائِن على الْمَنْصُور فِي ثَلَاثَة آلَاف وخشي أَبُو أَيُّوب وَزِير الْمَنْصُور أَن يحدث مِنْهُ عِنْد قدومه فتك فَدَعَا بعض إخوانه وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِأَن يَأْتِي أَبَا مُسلم ويتوسل بِهِ إِلَى الْمَنْصُور فِي ولَايَة كسكر يُصِيب فِيهَا مَالا عَظِيما وَأَن يُشْرك أَخَاهُ فِي ذَلِك وَيجْعَل ذَلِك أَبُو مُسلم فِي حَوَائِجه وَأَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عازم على أَن يوليه مَا وَرَاء بَابه وَينْزع نَفسه وَاسْتَأْذَنَ لَهُ المنصورَ فِي لِقَاء أبي مُسلم فَأذن لَهُ فلقي ذَلِك الْبَعْض أَبَا مُسلم وتوسل إِلَيْهِ وَأخْبرهُ الْخَبَر فطابت نَفسه وَذهب عَنهُ الْحزن واستبشر بتولية الْمَنْصُور إِيَّاه مَا وَرَاء بَابه

<<  <  ج: ص:  >  >>