غَضبا فَقَالَ أَبُو مُسلم دع هَذَا فقد أَصبَحت لَا أَخَاف إِلَّا الله وَحده فشتمه الْمَنْصُور وصفَّق بِيَدِهِ فَخرج الحرس وضربه عُثْمَان بن نهيك فَقطع علابيه قَالَ أَبُو مُسلم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ استبقني لعدوك فَقَالَ لَا أبقاني الله إِذن وَأي عَدو أعدى مِنْك وَأَخذه الحرس بسيوفهم حَتَّى قَتَلُوهُ وَذَلِكَ لخمس بَقينَ من شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَخرج الْوَزير أَبُو الجهم فصرف النَّاس والجند وَقَالَ الْأَمِير قَائِل عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ فانصرفوا وَأمر لَهُم بالجوائز وأعطَى أَبَا إِسْحَاق مائَة ألف وَدخل عِيسَى بن مُوسَى على الْمَنْصُور بعد قَتله فَسَأَلَهُ عَنهُ وَأخذ فِي الثَّنَاء على طَاعَته وبلائه وَذكر رَأْي الإِمَام إِبْرَاهِيم فِيهِ فَقَالَ الْمَنْصُور وَالله لَا أعلم على وَجه الأَرْض عدوا أعدى لكم مِنْهُ هُوَ ذَا فِي الْبسَاط فَاسْتَرْجع عِيسَى فَأنْكر عَلَيْهِ الْمَنْصُور وَقَالَ وَهل كَانَ لكم ملك مَعَه ثمَّ دخل على الْمَنْصُور جَعْفَر بن حَنْظَلَة فَاسْتَشَارَ فِي قتل أبي مُسلم فَأَشَارَ بقتْله فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور وفقك الله ثمَّ نظر إِلَيْهِ قَتِيلا فَقَالَ عُدَ خلافتك من هَذَا الْيَوْم ثمَّ دَعَا أَبَا إِسْحَاق وعذله على مُتَابعَة أبي مُسلم وَقَالَ تكلم بِمَا أردْت وَأخرجه قَتِيلا فَسجدَ أَبُو إِسْحَاق ثمَّ رفع رَأسه يَقُول الْحَمد لله الَّذِي آمنني بك وَالله مَا جِئْته قَطُّ إِلَّا وتكفنْتُ وتحنطْتُ وَرفع ثِيَابه وَأرَاهُ كَفنه وحنوطه فرحمه الْمَنْصُور وَقَالَ اسْتقْبل طَاعَتك وَاحْمَدْ الله الَّذِي أراحك وَكتب الْمَنْصُور بعد قتل أبي مُسلم إِلَى نصر بن الْهَيْثَم الَّذِي اسْتَخْلَفَهُ أَبُو مُسلم على خُرَاسَان حَال سيره إِلَى الْمَنْصُور كتابَاً على لِسَان أبي مُسلم يَأْمُرهُ بِحمْل أثقاله وَقد كَانَ أَبُو مُسلم أوصاه إِن جَاءَك كتابي بخاتمي تَاما فَاعْلَم أَنِّي لم أكتبه فَلَمَّا رَآهُ نصر بن الْهَيْثَم كَذَلِك فطنَ وَانْحَدَرَ إِلَى همذان يُرِيد خُرَاسَان فَكتب لَهُ الْمَنْصُور بوالية شهرزور وَكتب إِلَى زُهَيْر بن التركي بهمذان بِحَبْس نصر فَمر نصر بهمذان وخادعه زُهَيْر وَدعَاهُ إِلَى طَعَامه وحبسه وَجَاء كتاب الْعَهْد بشهرزور لنصر فَأَطْلقهُ زُهَيْر ثمَّ جَاءَهُ بعد ذَلِك كتاب فَقَالَ جَاءَنِي كتاب عَهده فخليت سَبيله ثمَّ قدم نصر على الْمَنْصُور فعذله فِي استشارته على أبي مُسلم بالامتناع من السّير إِلَيْهِ فَقَالَ نصر نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اصطنعني فنصحتُ لَهُ وَإِن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute