للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للمهدي قبله ولعميه عِيسَى بن عَليّ وَعبد الصَّمد ثمَّ يدْخل عِيسَى بن مُوسَى فيجلس تَحت الْمهْدي وَاسْتمرّ الْمَنْصُور على التنكُر لعيسى وعزله عَن الْكُوفَة ثمَّ رَاجع عِيسَى رَأْيه وخلع نَفسه فَبَايع الْمَنْصُور للمهدي بالعهد وَجعل عِيسَى من بعده وَيُقَال أَنه أعطَاهُ أحد عشر ألف دِرْهَم وَأشْهد جمَاعَة عَلَيْهِ بِالْخلْعِ قَالَ فِي بغية الخاطر للعلامة مُحَمَّد بن مصطفى الشهير بكاتي ذكر أَن أَبَا جَعْفَر الْمَنْصُور قَالَ لعَمْرو بن عبيد عظني قَالَ بِمَا رأيتُ أَو بِمَا سمعتُ فَقَالَ بل بِنَا رأيتَ فَقَالَ توفّي عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله وَخلف أحد عشر ابْنا وَبَلغت قيمَة تركته سَبْعَة عشر دِينَارا فَكفن بِخَمْسَة دَنَانِير وَاشْترى لَهُ مَوضِع قَبره بدينارين وَأصَاب كل وَاحِد من أَوْلَاده ثَمَانِيَة عشر قيراطاً وَمَات هِشَام بن عبد الْملك وَخلف أحد عشر ابْنا فَحصل كل وَاحِد من ورثته مِمَّا خَلفه عشرَة آلَاف دِينَار فَرَأَيْت رجلا من أَوْلَاد عمر بن عبد الْعَزِيز قد حمل على مائَة فرس فِي سَبِيل الله وَرَأَيْت رجلا من أَوْلَاد هِشَام يسْأَل النَّاس وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين توفّي الْمَنْصُور محرما بِالْحَجِّ وَكَانَت وَفَاته ببئر مَيْمُون السَّادِس من ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وبئر مَيْمُون على ثَلَاثَة أَمْيَال من مَكَّة وَدفن قبل بِئْر الْحجُون وَبَين بِئْر مَيْمُون وحفر لَهُ مائَة قبر وَدفن فِي أَحدهَا خوفًا أَن تنبشه الْأَعْدَاء قَالَ ابْن خلدون دفن بمقبرة المعلاة بعد أَن صلى عَلَيْهِ عِيسَى بن مُوسَى وَقيل إِبْرَاهِيم بن يحيى وَكَانَت مُدَّة خِلَافَته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وعمره اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سنة وَأحد عشر شهرا وَسِتَّة أَيَّام وَقيل أَربع وَسِتُّونَ صفته قَالَ ابْن الْأَثِير فِي كَامِله كَانَ طَويلا أسمر خَفِيف اللِّحْيَة رَحْبَ الصَّدْر كَأَن عَيْنَيْهِ لسانان ناطقان صَارِمًا مهيبَاً ذَا جرْأَة وسطوة وحزم وعزم ورأي وشجاعة وَكَمَال عقل ودهاء وَعلم وحلم وَفقه وخبرة فِي الْأُمُور تقبله النُّفُوس وتهابه الرِّجَال كَانَ يخلط الْملك بزِي النّسك وَكَانَ بَخِيلًا بِالْمَالِ إِلَّا عِنْد النوائب

<<  <  ج: ص:  >  >>