للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْآبَار وَذَلِكَ على يَد يقطيِن بن مُوسَى وَأمر بِالزِّيَادَةِ فِي مَسْجِد الْبَصْرَة وتقصير المنابر إِلَى مِقْدَار مِنْبَر النَّبِي

وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ظهر عَطاء الْمقنع شيخ لعين خرساني كَانَ يعرف السحر والسيميا فَربط النَّاس بالخوارق والمغيبات وَادّعى الربوبية وَكَانَ يَقُول بالتناسخ أَي أَن الله تَعَالَى تحول إِلَى صُورَة آدم وَلذَلِك أَمر الْمَلَائِكَة بِالسُّجُود لَهُ ثمَّ تحول إِلَى صُورَة نوح ثن إِلَى صُورَة إِبْرَاهِيم وَغَيرهم من الْأَنْبِيَاء والحكماء والفلاسفة وَيقْرَأ {فِي أَي صُورَة مَا شَاءَ ركبك} الانفطار ٨ ثمَّ إِنَّه تحول سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى صُورَة أبي مُسلم الخرساني صَاحب الدعْوَة العباسية ثمَّ مِنْ بعدِ أبي مُسلم إِلَى صُورَة نَفسه فعبده خلائق من الجهلة وَكَانَ مشوهاً أصور أَعور الْعين قصيرَاً فَكَانَ لَا يكْشف وَجهه بل اتخذ لَهُ وَجها من الذَّهَب وَلذَلِك قيل لَهُ المقنَّع وَمِمَّا أضلّ النَّاس بِهِ من المخاريق أَنه أظهر لَهُم قمراً يرونه فِي السَّمَاء من مسيرَة شَهْرَيْن مَعَ قمر السَّمَاء وَفِي ذَلِك يَقُول ابْن سناء الْملك من قصيدة أخرج فِيهَا ذكره مخرج الْغَزل فَقَالَ // (من الطَّوِيل) //

(إِلَيْك فَمَا بَدْرُ المُقَنَّعِ طَالِعًا ... بأَسْحَرَ مِنْ أَلْحَاظِ بَدْرِ المُقَنَّعِ)

وَلأبي الْعَلَاء المعري // (من الطَّوِيل) //

(أَفِقْ أَيهَا البَدْرُ المُعَمِّمُ رَأسَهُ ... ضَلَالٌ وَغيٌّ مِثْل بَدْرِ المُقَنَّعِ)

وَلما استفحل شرُ عَطاء لَعنه الله جهز الْمهْدي عسكرَاً لحربه فقصدوه وحصروه فِي قلعته ببلسام من أَعمال بُخَارى فَلَمَّا عرف أَنه مَأْخُوذ جمع نِسَاءَهُ فسقاهنَّ السم فهلكنَ ثمَّ تنَاول هُوَ السم فَمَاتَ وَهُوَ يتّحسَاه فِي نَار جَهَنَّم خَالِدا ثمَّ أخذت القلعة وَقتل رُءُوس أَتْبَاعه لَعنه الله وَبعث بِرَأْسِهِ ورءوسهم إِلَى الْمهْدي فوصلَت إِلَيْهِ بحلب وَهُوَ ذَاهِب لغزو الرّوم وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة خلع الْمهْدي ابْن عَمه عِيسَى بن مُوسَى عَن ولَايَة الْعَهْد إِلَى ابْنه مُوسَى الْهَادِي ابْن الْمهْدي وَفِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ أَخذ الْبيعَة الآخر هَارُون بعد ابْنه الْهَادِي ولقبه بالرشيد

<<  <  ج: ص:  >  >>