للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الرجلَيْن وَاخْتَرَطَ سيف أَحدهمَا ووثب نَحْو الْهَادِي فَلَمَّا رأى ذَلِك من حول الْهَادِي فروا جَمِيعًا وَبَقِي الْهَادِي وَحده وَثَبت على حِمَاره بركابه وعزم حَتَّى إِذا قرب الخارجيُ مِنْهُ وَكَاد أَن يعلوه بِالسَّيْفِ قَالَ الْهَادِي اضْرِب عُنُقه يَا غُلَام فَالْتَفت الْخَارِجِي حِين سمع ذَلِك وهمَا مِنْهُ فَوَثَبَ الْهَادِي عَن حِمَاره وانتزع السَّيْف من يَده فذبحه بِهِ ذبحا ثمَّ عَاد على ظهر حِمَاره من فوره وتراجع إِلَيْهِ حَاشِيَته وَقد ملئوا رعْبًا وجبناً فَمَا خاطبهم فِي ذَلِك بِكَلِمَة وَاحِدَة وَلم يكن بعد ذَلِك يُفَارِقهُ السَّيْف وَلَا يركب إِلَّا الْخَيل وَفِي مروج الذَّهَب أَنه رفع إِلَى الْهَادِي أَن رجلا من بِلَاد المنصورة من أَرض السَّنَد من أَشْرَافهم ربى غلامَاً سنديُّاً أَو هندياً وَأَن الْغُلَام هوى مولاته فَرَاوَدَهَا عَن نَفسهَا فأجابته فَدخل مَوْلَاهُ فَوَجَدَهَا مَعَه فَجَب ذكر الْغُلَام وخصاه ثمَّ عالجه إِلَى أَن برِئ فَأَقَامَ مُدَّة وَكَانَ لمَوْلَاهُ ابْنَانِ فَصَعدَ بهما الْغُلَام السندي إِلَى أَعلَى سور الدَّار فَرَأى سَيّده ابنيه مَعَ الْغُلَام فَقَالَ يَا غُلَام عرضتَ ابنيَ للهلاك فَقَالَ الْغُلَام دع عَنْك هَذَا فوَاللَّه لَئِن لم تَجُب نَفسك بحضرتي الآَن لأرمين بهما فَقَالَ الله الله فِي وَفِي ابنيَ فَقَالَ الْغُلَام دع عَنْك هَذَا فوَاللَّه مَا هِيَ إِلَّا نَفسِي وَإِنِّي لأسمح بهَا من شربة مَاء فأهوي ليرمِيَ بهما فأسرع مَوْلَاهُ فَأخذ المدية فَجَب نَفسه فَلَمَّا رأى الْغُلَام أَنه قد فعل رمى بالصبيين فتقطعا ثمَّ قَالَ هَذَا الَّذِي فعلتُ بفعلك فِي وَقتل هذَيْن الْوَلَدَيْنِ زِيَادَة فَأمر الْهَادِي بِالْكتاب إِلَى صَاحب السَّنَد بقتل الْغُلَام السندي وتعذيبه بأنواع الْعَذَاب وَأمر بِإِخْرَاج كل سندي من مَمْلَكَته فَرَخُصُوا فِي أَيَّامه حَتَّى كَانُوا يتداولون فِي ذَلِك الزَّمَان بأبخس ثمن وَقد قيل فِي مثل هَذَا الْمَعْنى من // (الْبَسِيط) //

(لَا تأمنَنَّ فتَى أسكَنْتَ مهجَتهُ ... غَيْظًا وتَحْسِبُ أَن الغَيْظَ قد ذَهَبَا)

(لَا تقطَعَنْ ذَنَبَ الأفعَى وتُرْسِلُهَا ... إنْ كُنْت شَهْمًا فَأتبعْ رأْسَهَا الذَّنَبَا)

<<  <  ج: ص:  >  >>