وَفِي العقد لِابْنِ عبد ربه ذكر عَن عبد الله بن الضَّحَّاك عَن الْهَيْثَم بن عدي قَالَ إِن سيف ابْن معدي كرب الزبيدِيّ البطل الْمَشْهُور الْمُسَمّى بالصمصامة دخل فِي يَد الْمهْدي فَأعْطَاهُ لوَلَده الْهَادِي فَأخْرج ذَلِك السَّيْف الْهَادِي يَوْمًا فِي مَجْلِسه وَوَضعه بَين يَدَيْهِ ودعا بمكتل دَنَانِير وَقَالَ لحاجبه ائْذَنْ للشعراء فَلَمَّا دخلُوا أَمرهم أَن يَقُولُوا فِي السَّيْف فبدأهم ابْن يَامِين الْبَصْرِيّ فَقَالَ من // (الْخَفِيف) //
(حَازَ صمصامَةَ الزبيديٌ مِنْ دُونِ ... جمِيعِ الأَنامِ مُوسَى الأَمِينُ)
(سيْفَ عَمْرٍ ووكَانَ فِيمَا سَمِعْنَا ... خَيْرَ مَا أُغْمِدَتْ عَلَيْهِ الجُفُونُ)
(أَخْضَرُ المَتْنِ بَين خَدَّيْهِ نُورٌ ... مِنْ فِرِنْدٍ تَمِيدُ فِيهِ العُيُونُ)
(أَوْقدَتْ فَوْقه الصواعِقُ نَارا ... ثمَّ ساطَتْ بِهِ الذُّعاف المنُونُ)
(فَإِذا ماسلَلْتَهُ بَهَرَ الشمْسَ ... ضِيَاء فَلم تكُنْ تَسْتبِينُ)
(وكاَّنَّ الفِرِنْدَ والرونَقَ الجَارِيَ ... فِي صَفْحَتيِهِ مَاءٌ مَعِينُ)
(وكأَنَّ المنُونَ نِيطَتْ إلَيْهِ ... فَهْوَ فِي كُلِّ جانِبَيْهِ منونُ)
(مَا يُبَالِي مَنِ انتضَاهُ لِحَرْبٍ ... أَشِمَالٌ سَطَتْ يبه أَمْ يَمِينُ)
فَقَالَ الْهَادِي دُونك السَّيْف والمكَتل فخذْهُمَا فَفرق ابْن يَامِين المكتل وَالدَّنَانِير على الشُّعَرَاء وَقَالَ فِي السَّيْف عوضْ ثمَّ انْصَرف فَبعث إِلَيْهِ الْهَادِي فَاشْترى مِنْهُ السَّيْف بِخَمْسِينَ ألف دِينَار هَكَذَا هَكَذَا قلت وتعجبني أَبْيَات أَرْبَعَة لِابْنِ الرُّومِي فِي وصف السَّيْف حَيْثُ يَقُول من // (الْخَفِيف) //
(خَيْرُ مَا اسْتَعْصَمتْ بِهِ الكَفُّ غضْبٌ ... ذَكَرٌ جسُّهُ أَنِيثُ المُهُزِّ)
(مَا تَأَمَّلْتَهُ بعَيْنَيْكَ إِلَاّ ... أرعدتْ صَفْحَتَاهُ من غَيْر هَزِّ)
(مِثْلُهُ أَفْزَعَ الشجَاعَ إِلى الدِّرْعِ ... فَغَالَى بِهِ عَلَى كُلِّ بَزِّ)
(مَا يُبَالي أَصممت شَفْرتَاهُ ... فِي مَحزِّ أم جَازَتَا عَنْ مجَزِّ)
قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ وَعَن مُصعب الزبيرِي عَن أَبِيه قَالَ دخل مَرْوَان بن أبي