للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حَفْصَة الشَّاعِر على الْهَادِي بن الْمهْدي فأنشده قصيدة من // (الطَّوِيل) //

(تَشَابَهَ يَوْمَا بَأْسِهِ وَنوَالِهِ ... فَمَا أَحَد يَدْرِي لِأيِّهِمَا الفَضْلُ)

(أَيوْمُ عَطَاهُ الجمَّ أَمْ يَوْمُ بَأْسِهِ ... ... ... ... ... )

فَلَمَّا فرغ من إنشادها قَالَ لَهُ أَيّمَا أحب إِلَيْك ثَلَاثُونَ ألفا مُعجلَة أم مائَة ألف تدون فِي الدَّوَاوِين فَقَالَ مَرْوَان تعجل الثَّلَاثُونَ ألفا وتدون الْمِائَة ألف فَتلك من الْهَادِي قَلِيل قَالَ الْهَادِي بل يعجلَانِ لَك جَمِيعًا احملوا إِلَيْهِ مائَة وَثَلَاثِينَ ألفا قَالَ نفطويه قيل إِن الْهَادِي قَالَ لإِبْرَاهِيم الْموصِلِي إِن أطربتني فاحتكم فغناه من // (الهزج) //

(سُلَيْمَى أَزْمَعَتْ بَيْنَا ... فَأَيْنَ لِقَاؤُهَا أَيْنا)

فِي أَبْيَات يسيرَة فَأعْطَاهُ سَبْعمِائة ألف دِرْهَم قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ الْهَادِي يتَنَاوَل الْمُسكر ويلعب ويركب حمارا فارهاً يَعْنِي قبل تِلْكَ الْوَاقِعَة الَّتِي ذكرتها قريبَاً وَكَانَ فصيحاً قَادِرًا على الْكَلَام أديبا تعلوه هبة وَله سطوة وشهامة وَكَانَ طَويلا جسيماً أبيضَ شفته الْعليا تقلص فَلَا يزَال مَفْتُوح الْفَم فَوكل بِهِ أَبوهُ خَادِمًا كلما رَآهُ مفتوحَ الْفَم قَالَ لَهُ مُوسَى أطبق فيفيق على نَفسه ويطبق شَفَتَيْه كَمَا تقدم ذكر ذَلِك مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبعين وَمِائَة وسِنهُ ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة وَمُدَّة خِلَافَته سنة وشهران وَقيل فِي سَبَب مَوته غير مَا تقدم وَهُوَ أَنه دفع نديمَاً لَهُ من جرف على أصُول قصب قد قطع فَتعلق النديم بِهِ فَوَقع فَدخلت قَصَبَة فِي مخرجه فَكَانَت سَبَب مَوته فماتا جَمِيعًا

<<  <  ج: ص:  >  >>