للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ الغلمان يقومُونَ بِبَاب الرشيد يَعْنِي إِذا دخل يحيى فَتقدم لَهُم مسرور الْخَادِم بِالنَّهْي عَن ذَلِك فصاروا يعرضون عَنهُ إِذا أقبل وَأَقَامُوا على ذَلِك زمانَاً فَلَمَّا حج الرشيد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَرجع من حجه وَنزل الأنبار أرسل مَسْرُورا الْخَادِم فِي جمَاعَة من الْجند لَيْلًا فأحضروا جعفرَاً بِبَاب الْفسْطَاط وَأعلم الرشيد فَقَالَ ائْتِنِي بِرَأْسِهِ فَطَفِقَ جَعْفَر يتذلل وَيسْأل مَسْرُورا الْمُرَاجَعَة فِي أمره فَدخل إِلَى الرشيد يكلمهُ فِيهِ فَحَذفهُ الرشيد بِعَصا كَانَت فِي يَده وتهدده فَخرج وَأَتَاهُ بِرَأْسِهِ وَحبس يحيى وَابْنه الْفضل من ليلته وَبعث من احتاط على منَازِل يحيى وَولده وَجمع موجودهم وَكتب فِي ليلته إِلَى سَائِر النواحي بِقَبض أَمْوَالهم ورقيقهم وَبعث من الْغَد بشلو جَعْفَر وَأمر بِأَن يقسم بقطعتين وينصبا على الجسر وأعفى مُحَمَّد بن خَالِد من النكبة وَلم يضيق على يحيى وَابْنه الْفضل قَالَ فِي المروج وَاخْتلف فِي سَبَب إِيقَاعه بهم فَأَما الظَّاهِر فاحتجار الْأَمْوَال فَإِنَّهُم كَانُوا لَيْسَ للرشيد مَعَهم أمرٌ حَتَّى كَانَ يحْتَاج لليسير من المَال فَلَا يقدر عَلَيْهِ وَقيل إِن سَبَب ذَلِك أَن الرشيد لما وَجه يَقْطِين بن مُوسَى إِلَى إفريقية لإصلاحها وَكَانَ يَقْطِين من كبار الشِّيعَة وَمِمَّنْ كَانَ مَعَ إِبْرَاهِيم الإِمَام فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اكشف لي عَن جسدك أقبله لأَكُون قبلت بضعَة من رَسُول الله

ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَدثنِي مولَايَ إِبْرَاهِيم الإِمَام أَن الْخَامِس من الْخُلَفَاء بني الْعَبَّاس تعذر بِهِ كُتابه فَإِن لم يقتلهُمْ قَتَلُوهُ فَقَالَ لَهُ الرشيد الله حَدثَك الإِمَام بِهَذَا قَالَ نعم فَكَانَ ذَلِك السَّبَب فِي قَتلهمْ لِأَنَّهُ هُوَ الْخَامِس من خلفاء بني الْعَبَّاس وَقيل إِن سَبَب قتل جَعْفَر أَنه رفع إِلَى الرشيد رقْعَة لم يدر رافعها وفيهَا من // (السَّرِيع) //

(قُلْ لأمِينِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ... ومَنْ ألَيْهِ الحَلُّ والعَقْدُ)

(هَذَا ابْنُ يَحْيَى قد غَدَا مَالِكًا ... مِثْلَكَ مل بَيْنَكُمَا حَدُّ)

<<  <  ج: ص:  >  >>