للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أَمْرُك مرْدُودٌ إلَى أَمْرِهِ ... وأَمْرُهُ لَيْسَ لَهُ رَدُّ)

(وقَدْ بَنى الدَّارَ الَّتِي مَا بَنَى ... مِثَالَهَا الفُرْسُ وَلَا الْهِنْدُ)

(أَلدُّرُّ واليَاقُوتُ حَصْبَاؤها ... وتُرْبُهَا العَنْبَرُ والنِّدُّ)

(ونَحْنُ نخشَى أَنه وَارِثٌ ... مُلْكَكَ إِنْ غَيَّبَكَ اللَّحْدُ)

(ولَنْ يُبَاهِي العَبْدُ أربابَهُ ... إلَاّ إِذا مَا بَطرَ العَبْدُ)

فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا الرشيد أوقع بِهِ وقيِل سَببه أَن الرشيد لما استنزل يحيى بن عبد الله الْعلوِي عَن جَعْفَر وَكَانَ يخافه على الْخلَافَة وَكَانَ جَعْفَر يرى سرُور الرشيد بِمَوْت من يَمُوت فِي حَبسه من هَؤُلَاءِ الْأَصْنَاف فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن يحيى بن عبد الله قد مَاتَ فَسُر سرورَاً وَأخْبر أَبَاهُ يحيى بذلك فَقَالَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون إِن تَرَكْنَاهُ تلفنا وَإِن قَتَلْنَاهُ فَالنَّار لنا ثمَّ خيل لَهُ أَن كتب إِلَى عَليّ بن مُوسَى بن هامان وَالِي خُرَاسَان وَكَانَ متزوجاً بنت يحيى فَعرفهُ مَا جرى وفزع إِلَيْهِ فِي أَن يكون يحيى عِنْده مكرمَاً إِلَى أَن يقْضِي الله قَضَاءَهُ وَكَانَ الْكتاب بِخَط يحيى وَلم يكن يحيى يعلم مَا بَين عَليّ بن عِيسَى وَبَين ولديه الْفضل وجعفر من الْعَدَاوَة فَلَمَّا وصل الْكتاب إِلَى عَليّ بن عِيسَى بن هامان وصل يحيى بن عبد الله قَالَ هَذَا من حيل الْفضل وجعفر عَليّ فَأجَاب يحيى بِأَنَّهُ يفعل مَا أَرَادَ وأنفذ الْكتاب إِلَى الرشيد فَأعلمهُ أَن يحيى بن عبد الله عِنْده فَكتب إِلَيْهِ الرشيد يحسن فعله ويعلمه فَسَاد أَمر البرامكة لَدَيْهِ وَأمره ببعث يحيى بن عبد الله إِلَيْهِ من غير أَن يعلم أحدا فَلَمَّا وصل يحيى إِلَى الرشيد أوقع بالبرامكة بعد مُدَّة من ذَلِك الْوَقْت وَقيل أَرَادَت البرامكة الزندقة وإفساد الْملك فَقَتلهُمْ وَقيل سَبَب ذَلِك أَن الرشيد كَانَ لَا يصبر عَن جَعْفَر وَلَا عَن أُخْته عباسة وَمَتى غَابَ أَحدهمَا عَنهُ لَا يتم سروره فَقَالَ لجَعْفَر أزَوّجكَهَا ليحل لَك النّظر إِلَيْهَا وَلَا تمسها وَكَانَا يحْضرَانِ مَجْلِسه وَرُبمَا فراقهما فيمتلئان من الشَّرَاب وهما شابان فجامعها جَعْفَر فَحملت مِنْهُ وَفِي كمامة الزهر أَن العباسة عشقت جعفراً فراودته فَأبى خوفًا على نَفسه وَرَأَتْ أَن النِّسَاء إِلَى الخديعة أقرب فَبعثت إِلَى أم جَعْفَر عتابة وَكَانَت عتابة ترسل إِلَى ابْنهَا فِي كل جُمُعَة بِكراً وَكَانَ لَا يَطَؤُهَا حَتَّى يَأْخُذ

<<  <  ج: ص:  >  >>