أَحدهمَا وألتحف بِالْآخرِ قَالَ فَدفعت لَهَا خَمْسمِائَة دِينَار فَكَادَتْ تَمُوت فَرحا وَهَهُنَا مُكَاتبَة من يحيى بن خَالِد حَال كَونه فِي السجْن إِلَى الْخَلِيفَة هَارُون نثر ونظم أَحْبَبْت ختم قصتهم بهَا هِيَ إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِمَام الْمُسلمين وَخلف المهديين وَخَلِيفَة رب الْعَالمين من عَبْدٍ أسلمته ذنُوبه وأوبقته عيوبه وخذله شقيقه ورفضه صديقه وَنزل بِهِ الزَّمَان وناح عَلَيْهِ الْحدثَان فَسَار إِلَى الضّيق بعد السعَة وعالج الْبُؤْس بعد الدعة وافترش السخط بعد الرضى واكتحل السهر وافتقد الهجوع فساعته شهر وَلَيْلَته دهر قد عاين الْمَوْت وشارف الْفَوْت جزعاً يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَحجَّة الله على فقدك لما أُصِيب بِهِ من بُعدك لَا لمصيبتى بِالْحَال وَالْمَال فَإِن ذَلِك كَانَ بك وَلَك عَارِية فِي يَدي مِنْك وَلَا بُد أَن تسترد العواري فَإِن كَانَت المحنة فِي جَعْفَر فبجرمه أَخَذته وبجريرته عاقبته وَمَا أَخَاف عَلَيْك زلَّة فِي أمره وَلَا مُجَاوزَة بِهِ فَوق مَا يسْتَحقّهُ فاذكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ خدمتي وَارْحَمْ ضعْفي وسني ووهن قوتي وهب لي رضى عني فَمن مثلي الزلل ومنك الْإِقَالَة وَلست أعْتَذر وَلَكِنِّي أقرّ وَقد رَجَوْت أَن يظْهر مِنْك الرضى من وضوح عُذري وَصدق قولي وَظَاهر طَاعَتي ومليح حجتي مَا يَكْتَفِي بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَيرى الجلية فِيهِ ويبلغ المُرَاد مِنْهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ كتب تحتهَا شعرًا يَقُول من // (مجزوء الْكَامِل) //
(قُلْ لشلْخَلِيفةِ ذِي الصنَائِعِ ... والعطايا الفَاشِيَهْ)
(وابنِ الخلائفِ مِنْ قريْشٍ ... والملوكِ الهَادِيَهْ)
(رأسِ الْمُلُوك وخَيْرِ منْ ... ساسَ الأمورَ الماضيِهْ)
(إنَّ البرامكَةَ الَّذين ... رُمُوا لَدَيْكَ بداهِيَهْ)
(عَمَّتْهُمُ لَكَ سخطةٌ ... لم تُبْقِ مِنْهُمْ باقِيَهْ)
(فَكأنَّهُمْ مِمَّا بِهِمْ ... أَعْجَازُ نَخْلٍ خاويَه)
(صُفْرُ الوجوهِ عَلَيْهِمُ ... خِلَعُ المذَّلةِ بادَيهْ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute