(تَغَدَّ مَا شِئْتَ عَلَى غَيْرِ عَجَلْ ... )
قلت نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن العير إِذا فصلَت من خَيْبَر وَعَلَيْهَا التَّمْر يَقع الْغُرَاب على آخر العير فطرده السَّائِق يَقُول يَا هَذَا تقدم إِلَى أَوَائِل العير فَكل على غير عجل والقود جمع أَقُود وَهُوَ الطَّوِيل الْعُنُق وَالْأُنْثَى قوداء والمسانيف الْمُتَقَدّمَة ثمَّ أَنْشدني من // (الطَّوِيل) //
(لَعَمْرِي لَئِن عشرتْ مِنْ خشْيَةِ الردَى ... نُهَاقَ الحميرِ إِنَّنيِ لَجَهُولُ)
فَقلت نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ الرجل من الْعَرَب إِذا وصل إلَى خَيْبَر أكب على أَرْبَعَة وَعشر تعشير الْحمار وَهُوَ أَن ينهق عشر نهقات مُتَتَابِعَات يفعل ذَلِك فَيدْفَع عَن نَفسه حمى خَيْبَر ثمَّ أَنْشدني قَول الآخر من // (الْبَسِيط) //
(أجاعلٌ أَنْتَ بَيْقُورًا مُضَرَّمَةً ... ذريعَةً لَكَ بَين اللهِ والمَطَرِ)
قلت نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَت الْعَرَب إِذا أَبْطَأَ الْمَطَر شدت الْعشْر والسلع وهما ضَرْبَان من النبت فِي أَذْنَاب الْبَقر وألهبوا فِيهَا النَّار وشردوا بالبقر تفاؤلا بالبرق والمطر ثمَّ أَنْشدني من // (الطَّوِيل) //
(لعمركَ مَا لامَ الفَتَى مِثْل نَفْسِهِ ... إِذا كانَتِ الأحياءُ تَعْرَى ثيابُهَا)
(وآذَنَ بالتصْفِيقِ مَنْ سَاءَ طنُّهُ ... فَلم يَدْرِ مِنْ أيِّ اليدَيْنِ جوابُهَا)
فَقلت نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ الرجل مِنْهُم إِذا ضَل فِي الْمَفَازَة قلب ثِيَابه وَصَاح كَأَنَّهُ يُومِئ إِلَى إِنْسَان ويشتد شدَّة ويصفق بيدَيْهِ فيهتدي الطَّرِيق ثمَّ أَنْشدني من // (مجزوء الْكَامِل) //
(قَوْدَاء تَمْلِكُ رَحْلَهَا ... مِثْلَ اليَتِيمِ مِنَ الأَرَانِبْ)
فَقلت نعم يَقُول هَذِه نَاقَة مثل الْيَتِيم من الآكام واليتيم الْوَاحِد من كل شَيْء والأرانب الآكام ثمَّ أَنْشدني لآخر من // (الطَّوِيل) //
(إِلى اللهِ أشكُو هَجْمَةً هجريَّةً ... تعاورها أَمْر السِّنِين الغَوَابِرِ)