(فعادَتْ روايا تَحْمِلُ الطَّينَ بَعْدَ مَا ... تَكُونُ قِرًى للمُعْتَفِينَ المَفَاقِرِ)
قلت نعم هَذَا رجل فِي بستانه نخيل أَتَى عَلَيْهَا الدَّهْر فجفت فقطعها وصيرها أجذاعاً وسقف بهَا الْبيُوت فَقَالَ هَذِه الأجذاع كَانَت تحمل الرطب فنأكل ونطعم الأضياف فجفت فقطعتها وسقفت بهَا فَهِيَ الْآن تحمل الطين وَالتُّرَاب وَغير ذَلِك ثمَّ أَنْشدني من // (الطَّوِيل) //
(وَسِرْبٍ مِلَاحٍ قد رأيتُ وجوهَهُمْ ... إِنَاثٌ دَوَانِيهِ ذُكُورٌ أواخِرُهْ)
قلت نعم يَعْنِي الأضراس ثمَّ أَنْشدني قَول الآخر من // (الطَّوِيل) //
(فَإنِّي إِذن كَالثَّوْرِ يُضْرَبُ جَنْبُهُ ... إِذَا لَمْ يَعَفْ يَوْمًا وَعَافَتْ صَوَاحِبُهْ)
قلت نعم كَانَت الْعَرَب إِذا وَردت الْبَقر المَاء فَشَرِبت الثيران وأبت الْبَقر ضربت الثيران فَتَشرب الْبَقر وَهُوَ كَمَا قَالَ الشَّاعِر الآخر من // (الْبَسِيط) //
(إِنِّي وَقَتْلِي سُلَيْكًا ثُمَّ أَعْقِلَهُ ... كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عافَتِ البَقَرُ)
ثمَّ أَنْشدني قَول الآخر من // (الطَّوِيل) //
(وَمُنْحَدِرٍ مِنْ رَأْسِ بَرْقَاءَ حَطَّهُ ... مَخَافَةَ بينٍ أَوْ حَبِيب مُزَايِلِ)
قلت نعم يَعْنِي الدُّمُوع والبرقاء الْعين لِأَن فِيهَا بياضَاً وسواداً حطه أساله قَالَ فَوَثَبَ الرشيد فجذبني إِلَى صَدره وَقَالَ لله در أهل الْأَدَب ثمَّ دَعَا بِجَارِيَة فَقَالَ احملي إِلَى منزل الْكسَائي خمس بدر على أَعْنَاق خَمْسَة أعبد يلزمون خدمته ثمَّ قَالَ لي استنشدها يَعْنِي ابنيه فأنشدني مُحَمَّد الْأمين فَقَالَ من // (الطَّوِيل) //
(وَإِنِّي لَعَفُّ الفَقْر مُشْتَرَكُ الغِنَى ... وَتَارِكُ شَكْلٍ لَا يُوَافِقُهُ شَكْلِي)
(وَشَكْلِيَ شكْلٌ لَا يَقُومُ لِمِثْلِهِ ... مِنَ الناسِ إِلَاّ كُلُّ ذيِ ثِقَةٍ مِثْلِي)
(ولي نيقةٌ فِي المَجْدِ والبَذْلِ لم يَكُنْ ... تَأَنَّقَهَا فِيمَا مَضَى أَحَدٌ قَبْلِي)
(وأجعلُ مَالِي دُونَ عِرْضِيَ جُنَّةً ... لِنَفْسِي وأَسْتَغْنِي بِمَا كَانَ مِنَ فَضْلِ)
وأنشدني عبد الله الْمَأْمُون من // (الْكَامِل) //
(بَكَرَتْ تلومُكَ مطْلَعَ الفَجْرِ ... ولقَدْ تلومُ بَغْير مَا تَدْرِي)