للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(مَا إنْ مَلَكْت مُصِيبَةً نَزَلَتْ ... إذْ لَا تحكِّمُ طائعَاً أمْرِي)

)

مَلِكُ المُلوكِ عَلَىَّ مُقْتَدِرٌ ... يُعْطى إِذا مَا شَاءَ مِنْ يُسْرِ)

(فَلَرُبَّ مغتبطٍ تمدُّ لَهُ ... ومفَجَّعٍ بنوائِبِ الدهْرِ)

(ومكاشِحٍ لي قد مَدَدتُّ لَهُ ... نَحْرًا بِلَا ضرْعٍ وَلَا غمْرِ)

(حَتَّى يَقُولَ لنفْسِهِ لَهَفٌ ... فِي أَيِّ مذهَبِ غايةٍ أَجْرِي)

(ويَرَى قنَاتِي حِينَ يَغْمِزُهَا ... غمْزَ الثِّقَافِ بطيئَة الكَسْرِ)

فَقَالَ الرشيد يَا عَليّ كَيفَ تراهما فَقلت من // (الطَّوِيل) //

(أَرَى قَمَرَيْ أُفْقٍ وَفَرْعَي بشامَةٍ ... يَزِينُهُمَا عِرقٌ كريمٌ ومَحْتِدُ)

(يَسُدَّانِ آفاقَ السماءِ بشيمةٍ ... يؤيِّدُهَا حَزْمٌ وعَضْبٌ مُهْنَّدُ)

(سليليْ أمِيرِ المؤمنينَ وحَائِزَيْ ... موارِيثِ مَا أبْقَى النَّبِيُّ محمَّدُ)

ثمَّ قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فرع زكا أَصله وطاب مغرسه وتمكَنت عروقه وعذبت مشاربه غذاهما ملك أغر نَافِذ الْأَمر وَاسع الْعلم عَظِيم الْحلم فأسأل الله أَن يزِيد بهما الْإِسْلَام تأييدَاً وَعزا ويمتع أَمِير الْمُؤمنِينَ بهما ويمتعهما بدوام سُلْطَانه وَقدرته مَا دجا ليل وأضاء نَهَار ثمَّ انْقَضى الْمجْلس وَخرجت جذلا مَسْرُورا وَفِي كتاب الأذكياء ذكر أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن جَعْفَر الْبَلْخِي أَن الرشيد جمع بَين الْكسَائي وَأبي مُحَمَّد اليزيدي يتناظران فِي مَجْلِسه فَسَأَلَهُمَا الْكرْمَانِي عَن قَول الشَّاعِر من // (مجزوء الرمل) //

(مَا رَأَيْنَا خَرِبًا يَنْقر ... عَنهُ البَيْضَ صَقْرُ)

(لَا يَكُونُ العَيْرُ مُهْرًا ... لَا يكون المُهْرُ مُهْرُ)

فَقَالَ الْكسَائي يجب أَن يكون الْمهْر مَنْصُوبًا على أَنه خبر كَانَ فَفِي الْبَيْت على هَذَا إقواء فَقَالَ اليزيدي الشّعْر صَوَاب لِأَن الْكَلَام قد تمّ عِنْد قَوْله لَا يكون الثَّانِيَة ثمَّ اسْتَأْنف فَقَالَ الْمهْر مهر ثمَّ ضرب بقلنسوته على الأَرْض وَقَالَ أَنا أَبُو مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ يحيى أتكتني بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ الرشيد وَالله إِن خَطَأَ الْكسَائي مَعَ حسن أدبه لأحب إِلَيّ من صوابك مَعَ سوء أدبك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن حلاوة الظفر أذهبت عَن التحفظ فَأمر بِإِخْرَاجِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>