(فاغْدُ فَمَا فِي الحَقِّ أُغْلُوطَةٌ ... وَرُحْ لِمَا أَنْتَ لَهُ رَائحُ)
(مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ فَذَاكَ الَّذِي ... سِيقَ إِليْهِ المَتْجَرُ الرَّابحُ)
(لَا يَجْتَلِي الحَوْرَاءَ مِنْ خِدْرِهَا ... إِلَاّ امْرُؤٌ مِيزَانُهُ رَاجِحُ)
(فاسْمُ بِعَيْنَيْكَ إِلَى نِسْوَةٍ ... مُهُورُهُنَّ العَمَل الصَّالِحُ)
فَقَالَ الرشيد لَا أعتبر بِهَذَا الْكَلَام يَا غُلام اضْرِب عُنُقه فَقَالَ أَبُو نواس يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أتقتلني شَهْوَة لقتلي قَالَ بل استحقاقاً قَالَ فَإِن الله تَعَالَى يُحَاسب ثمَّ يعْفُو أَو يُعَاقب فبماذا استحققتُ عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَتْل قَالَ بِقَوْلِك من // (الطَّوِيل) //
(أَلَا فَاسْقِنِي خَمْرًا وقُلْ لِي هِيَ الخَمْرُ ... ولَا تَسْقِنِي سِرًّا إِذا أَمْكَنَ الجَهْرُ)
قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَهَل علمت أَنه سقاني أَو شربت قَالَ أظُن قَالَ أفتقتلني على الظَّن وَبَعض الظَّن إِثْم قَالَ وَقد قلت أَيْضا مَا تسْتَحقّ بِهِ الْقَتْل غير هَذَا قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ قَوْلك فِي التعطيل من // (الْكَامِل) //
(مَا جاءَنا أَحًدٌ يُخَبِّرُ أَنَّهُ ... فِي جَنَّةٍ مَنْ مَاتَ أَو فِي نَارِ)
قَالَ أفجاء أحد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ لَا قَالَ أفتقتلني على الصدْق قَالَ أولست الْقَائِل من // (الْبَسِيط) //
(يَا أَحْمَدُ المُرْتَجَى فِي كُلِّ نائيةٍ ... قُمْ سَيِّدِي نَعْصِ جَبَّارَ السَّمَواتِ)
قَالَ أَبُو نواس أفقام أَحْمد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَصَارَ القَوْل فعلا قَالَ أعلم قَالَ أفتقتلني على مَا لَا تعلم قَالَ فدع هَذَا كُله قد اعترفْتَ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة من شعرك بِمَا يُوجب عَلَيْك الْقَتْل قَالَ قد علم الله تَعَالَى هَذَا من قبل علم أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأخْبر عني أَنِّي أَقُول مَا لَا أفعل يُشِير إِلَى الْآيَة فِي الشُّعَرَاء {وَأَنَهُم يَقولوُنَ مَا لَا يَفعَلوُن} الشُّعَرَاء ٢٢٦ فَقَالَ الْفضل يَا سَيِّدي إِنَّه ليؤمن بِالْبَعْثِ وَإنَّهُ يحملهُ المجون على ذِكْرِ مَا لم يَعْتَقِدهُ ثمَّ إِن أَبَا نواس أنْشد الْخَلِيفَة يَقُول مدحاً من // (الطَّوِيل) //
(لَقَدْ طَالَ فِي رَسْمِ الديارِ بُكَائِي ... وقَدْ طَال تَرْدَادِي بهَا وَعَنَائِي)
(كأنِّي مريعٌ فِي الديارِ طريدَة ... أَرَاهَا أمامِي مَرَّةً وَوَرَائِي)
(فَلمَّا بدا لِي اليَأْسُ عَدَّيْتُ نَاقَتِي ... عَنِ الدارِ اسْتَوْلي عَلَىَّ عَزَائِي)