للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْحُسَيْن بن قبل الْمَأْمُون فِي أَرْبَعَة آلَاف أَو خَمْسَة آلَاف وَحمل عَلَيْهِ على حِين غَفلَة فَكَانَت بَينهمَا وقْعَة فِي ذَلِك الْموضع كَانَت الدائرة على عَليّ بن ماهان وَأَصْحَابه وانجلت عَن قتل عَليّ بن عِيسَى فحز رَأسه وظفر طَاهِر بِجَمِيعِ خزائنه وَأرْسل على الْفَوْر إِلَى ذِي الرياستين الفض ١ ل بن سهل وَزِير الْمَأْمُون بِكِتَاب يَقُول فِيهِ أَطَالَ الله بَقَاءَك وكتبت أعداوءك كتبت كتابي هَذَا إِلَيْك وَرَأس عَليّ بن ماهان بَين يَدي وخاتمه فِي إصبعي فَسمع الْمَأْمُون بذلك وَسلم عَلَيْهِ بالخلافة فِي ذَلِك الْوَقْت وَلما قتل عَليّ بن عِيسَى بعث الْأمين عبد الرَّحْمَن بن الْأَنْبَارِي فِي عشْرين ألف فَارس إِلَى همذان وولاه عَلَيْهَا وعَلى كل مَا يَفْتَحهُ من بِلَاد خرسان فَسَار إِلَى همذان وحصنها وجاءه طَاهِر فبرز إِلَيْهِ ولقيه وهزمه طَاهِر إِلَى الْبَلَد ثمَّ خرج عبد الرَّحْمَن ثَانِيَة فَانْهَزَمَ إِلَى الْمَدِينَة وحاصره طَاهِر حَتَّى ضجر مِنْهُ أهل الْمَدِينَة وَطلب الْأمان من طَاهِر فَأَمنهُ وَأقَام فِي أَمَانه ثمَّ أصَاب عبد الرَّحْمَن غرَّة من طَاهِر فَركب وهجم عَلَيْهِ فِي عسكره فقاتله طَاهِر أَشد الْقِتَال حَتَّى انهزم أَصْحَاب عبد الرَّحْمَن وَقتل وَلم يزل طَاهِر يهْزم الجيوش وَيقتل قواد الْأمين وَاحِدًا بعد وَاحِد وَهُوَ سَائِر إِلَى بَغْدَاد يُرِيد الْأمين وفر قائدا من قواد الْأمين الْكِبَار هما خُزَيْمَة بن خازم وَمُحَمّد بن عَليّ بن عِيسَى بن ماهان إِلَى طَاهِر بن الْحُسَيْن فوثبا على جسر دجلة فِي ثامن الْمحرم فقطعاه وركزا أعلامهما وخلعا الْأمين ودعيا لِلْمَأْمُونِ فَأصْبح طَاهِر ابْن الْحُسَيْن وألح على أَصْحَاب مُحَمَّد الْأمين وَدخل طَاهِر قسرَاً بِالسَّيْفِ ونادى مناديه من لزم بَيته فَهُوَ آمن ثمَّ أحَاط بِمَدِينَة الْمَنْصُور وبقصر زبيدة وَقصر الْخلد فَثَبت على قتال طَاهِر حَاتِم بن الصَّقْر والهرش والأفارقة فنصب طَاهِر المجانيق خلف السُّور وعَلى القصرين وَرَمَاهُمْ فَخرج مُحَمَّد وَأمه وَأَهله من الْقصر إِلَى مَدِينَة الْمَنْصُور وتفرق عَامَّة جنده وعلمائه وَقل عَلَيْهِم الْقُوت وَالْمَاء وفنيت خزائنهما على كثرتها قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ ذكر عَن مُحَمَّد بن رَاشد أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي أَنه كَانَ مَعَ مُحَمَّد بِمَدِينَة الْمَنْصُور فِي قصر بَاب الذَّهَب فَخرج لَيْلَة من الْقصر من

<<  <  ج: ص:  >  >>