للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دجلة إِلَيْهَا المَاء من ذَلِك الشباك الْحَدِيد فَسلمت وَهُوَ مقبل على المَاء والخدم والغلمان قد انتشروا فِي تفتيش المَاء وَهُوَ كالواله فَقَالَ لي لَا تؤذني يَا عَم فَإِن مقرطتى قد ذهب فِي الْبركَة إِلَى دجلة وَإِن كوثر اسْم خَادِم لَهُ خصي قد صَاد مقرطتين وَلم أصد أَنا شَيْئا بعد والمقرطة سَمَكَة كَانَ قُرْطهَا بحلقتي ذهب فيهمَا جوهرتان عظيمتان قَالَ إِبْرَاهِيم فَخرجت وَأَنا آيس من فلاحه وَقلت لَو ارتدع فِي وَقت لَكَانَ هَذَا الْوَقْت وَكَانَ مَعَ طَاهِر هرثمة بن أعين وَعظم الْأَمر وَاشْتَدَّ الْحصار وَالْبَلَاء حَتَّى خربَتْ بذلك منَازِل بَغْدَاد ووثب العيارون على أَمْوَال النَّاس فانتهبوها وَأقَام الْحصار مُدَّة سنة وَمِمَّا عمل فِي بَغْدَاد من المراثي قَول الْقَائِل // (من الوافر) //

(بكيْتُ دَمًا على بغدادَ لما ... فقدتُّ نضارَةَ العيشِ الأنيقِ)

(أصابَتْها من الحسادِ عَين ... فأفنَتْ أَهلهَا بالمنجنيقِ)

وتضايق الْأَمر على الْأمين وَكتب طَاهِر إِلَى وُجُوه أهل بَغْدَاد سرا يعدهم إِن أعانوه ويتوعدهم إِن لم يدخلُوا فِي طَاعَته فَأَجَابُوا طَاهِرا وفارقوا الْأمين وصرحوا بخلعه وَمنع طَاهِر الْأمين وَمن مَعَه من كل شَيْء حَتَّى كَاد هُوَ وَأَصْحَابه أَن يموتوا جوعَاً وعطشاً فَلَمَّا عاين الْأمين ذَلِك كَاتب هرثمة بن أعين وَطلب مِنْهُ أَن يُؤمنهُ حَتَّى يَأْتِيهِ فَأَجَابَهُ هرثمة إِلَى ذَلِك وَبلغ ذَلِك طَاهِرا فشق عَلَيْهِ كَرَاهَة أَن ينْسب الظفر لهرثمة دونه فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس لخمس بَقينَ من الْمحرم من سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة خرج الْأمين إِلَى هرثمة فِي حراقة فَركب الْأمين وَمن مَعَه وَكَانَ طَاهِر قد أكمن للأمين فَلَمَّا صَار الْأمين فِي الحرَاقة رَمَوْهُ بالنشاب وَالْحِجَارَة فَانْكَفَأت الحراقة وغرق مُحَمَّد وهرثمة فسبح مُحَمَّد حَتَّى صَار إِلَى بُسْتَان مُوسَى فَعرفهُ مُحَمَّد بن حميد الطاهري فصاح بِأَصْحَابِهِ فنزلوا ليأخذوه فبادر مُحَمَّد المَاء فَأخذ بِرجلِهِ وَحمله على برذون وَخَلفه بن يمسِكهُ كالأسير قَالَ أَحْمد بن سَلام كنت مَعَ الْأمين فِي الحراقة فَأخذت وحبست فَبعد هدوء من اللَّيْل إِذا أَنا بحركة الْخَيل وَهُوَ يَقُولُونَ بشر زبيدة فَأدْخل عليَ رجل عُرْيَان عَلَيْهِ سَرَاوِيل وعمامة ملثم بهَا وعَلى كتفه خرقَة خلقَة فصيروه معي ووكلوا بِنَا فَلَمَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>